
(الأنواع الموجودة من الحمام في مصر_الجزء الخامس) : وبعد أن قدمت لحضراتكم في الأجزاء الأربعة السابقة، بعض الإشارات التاريخية، عن تواجد وتربية طائر الحمام والإهتمام به في مصر، في العصور القديمة، والوسطى، والحديثة، نبدأ من الجزء الخامس هذا، من هذه السلسلة، نبدأ في نشر مقالات القسم الثاني من بحثنا هذا، حيث نحدد الأنواع التي تواجدت بمصر من الحمام، وذلك من خلال ثلاث مصادر رئيسية وصلت لأيدينا، والآن موضوعنا في هذه المقالة، حول أول هذه المصادر الثلاثة، أرجو لكم متابعة مفيدة وممتعة : ١٠_أنواع الحمام التي ذكرت في مخطوط : تحفة الكرام :_أول مصدر رئيسي نستخدمه في بحثنا، لتحديد قوائم وسجلات بأنواع الحمام التي تواجدت بمصر، هو كتاب مخطوط، عنوانه:( تحفةالكرام في ذكر محاسن الحمام)، ومعنى مخطوط، أي كتاباً مكتوباً بخط اليد، أي ليس مطبوعاً، وقيل أن هذا المخطوط يعود زمن كتابته إلى أكثر من ٣٠٠عاماً مضت، وإلى حضراتكم قائمة بأنواع الحمام التي ذكرها المخطوط : باب البلق_باب المساويد_باب الرياحنة_باب المزرزرات_باب الحجريات_باب أصفر موردي_باب أصفر خونكي_باب أصفر مشمشي_أصفر كموني_باب البنايدة_باب المفاتيل_باب أصناف ظريفة_باب القرونفلي_باب مرقع_باب أحمر_باب القزازيات_باب السود. وهنا كاتب المخطوط، يعلق بأنه بباب السود هذا، إنتهى وصفه لأنواع حمام مصر، ونصاً كتب: (خاتمة الحمام المحروصة)، والمحروسة أي حمام مصر، أو حمام القاهرة تحديداً، وبعدها يستكمل أنواعاً أخرى من الحمام، وهذه الأنواع هي: باب النمسات_أصناف الكشكات، ويعطي تفاصيل للألوان التالية من الكشكات : كشك هنكاري_كشك قمري_كشك عمبري_كشك أصفر_كشك سنجابي_كشك دباني_كشك أسود، ثم يذكر أنواعاً أخرى هي: باب ملطوس_باب عبسي_باب حلبي قزازي_باب حلبي أصفر_باب حلبي فندقلي_باب أصفر مزعفر_باب زنجي بمبة_باب حلبي أحمر_باب حلبي أبيض، وبهذا إنتهت قائمة الأنواع من الحمام التي ذكرها مخطوط : (تحفة الكرام في ذكر محاسن الحمام)، وأحب أن أعقب ببعض الملاحظات على ما سبق في هذه القائمة من أنواع الحمام المذكورة : أولاً : يعتبر حتى الآن هذا المخطوط، هو أقدم مصدراً مكتوباً، نعرف منه أنواع الحمام بالتحديد التي كانت يربونها الهواة المصريون… ثانياً : كاتب المخطوط ليس هو مصدر المعلومات عن أنواع الحمام المذكورة، بل هو كان يتلقى المعلومات من خبراء الهواية، في ذلك الزمان… ثالثاً : كاتب المقال إستخدم اللغة العربية الفصحى، ومزجها باللهجة العامية، المعروفة في زمنه… رابعاً : كاتب المقال إستخدم بعض مصطلحات الهواية، التي مازلنا نستخدم بعضها حتى الآن… خامساً : المقصود بقوله:باب المزرزرات، ليس فقط اللون المزرزر من الصافي، كما نعرف هذا المصطلح اليوم، ولكنه يقصد بالمزرزرات نوع الصوافة بكافة ألوانها… سادساً : المقصود بقوله:باب القزازيات، أي لون الآزيزة الغزار… سابعاً : نلاحظ أنه قسم القائمة إلى قسمين، القسم الأول، إنتهى بباب السود، وهنا قال إنه إنتهى من وصف حمام المحروسة، أي مصر، وأعتقد أنه يقصد الحمام الذي يعتقد أو يعلم أنه مصري الأصل، أما القسم الثاني، والذي يبدأ بباب النمسات، وينتهي بوصف الحلبي الأبيض، فهي الأنواع التي يعتقد هو أو يعلم، أي كاتب المخطوط، أو الذي يملي عليه المعلومات، أنها أنواع تعود إلى موطن آخر، أي ليست مصرية الأصل، أو المحتمل أن المقصود بالمحروسة، القاهرة فقط، وبقية الأنواع موجودة بأماكن أو محافظات أخرى، فهذه نقطة غامضة بالنسبة لي حتى الآن،وإن كنت أرجح أنه يعطي تحديداً للأنواع المعروف عنها أنها مصرية المنشأ.. .. ثامناً : هو يذكر النمسات، أي الحمام النمس، أو المعروف عالمياً بإسم :الجاكوبين، وهذه دلالة على تواجد هذه السلالة في مصر منذ مئات السنين، وأيضاً عرفنا مصدر مسمى هذا النوع من الحمام بالنمس، وإنه مسمى قديم معروفاً بمصر منذ زمن هذا المخطوط أو ما قبله، لكننا طبعاً لا نغفل أن حمام الجاكوبين الموجود حالياً بمصر عند مربيين الزينة، هو دخل إلى مصر منذ سنوات قليلة، ولا يمت للنمسات المذكورة في المخطوط بصلة مباشرة… تاسعاً : المخطوط يذكر أنواعاً من الحمام لا نعرف عنها شيئاً في الوقت الحالي، مثل : ملطوس_حلبي فندقلي_أصفر مزعفر_زنجي بمبة_حلبي أبيض… عاشراً : المقصود بالحلبي القزازي، أي الكراكندي… حادي عشر: المقصود بالكشك السنجابي، أي الأوشائي كشك… ثاني عشر: مع الأسف أنا لم يصل لي المخطوط كاملاً، بل وصل لي بعض صفحات فقط منه، لذلك دراستي عن المخطوط ليست كاملة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى سأقدم لحضراتكم تفاصيل أكثر من محتويات هذا المخطوط، ولكن في بحثاً آخر عن الحمام الغزار… ثالث عشر: قد نشرت لحضراتكم، مع هذه المقالة، صور للصفحات التي وصلت إلي من المخطوط… رابع عشر : وجب التنويه، والشكر الجزيل، إلى كل من الأصدقاء المحترمين : مصطفى ابوالدي، وبيتر سامح، ومحمد محمود عبود، وحسن عبودة حسن، لأنهم هم مصدر الصفحات التي وصلت إلي من هذا المخطوط، ولولا مساعدتهم لي، ماكان تم إكتمال البحث بهذه الصورة، مرة أخرى لهم جميعاً مني كل الشكر والتقدير والإحترام… خامس عشر وأخيراً : أناشد وأتمنى كل من يعرف أي شئ عن هذا المخطوط، أو لديه صفحات منه، يرسلها إلينا لإستكمال تحليل وبحث المخطوط… وللحديث بقية بإذن الله تعالى، مع الجزء السادس… كرم فريد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق