فن تقليب الحمام الغزار _ الجزء السابع




( فن تقليب الحمام الغزار_ الجزء السابع):_
نستكمل معاً حديثنا عن فن تقليب الحمام الغزار، وسنستكمل بهذا الجزء، من سلسلة فن تقليب الحمام الغزار،حديثنا عن التقيم الفني،للرأس في الحمام الغزار.
_________________________
_ ملاحظات على مواصفات الرأس في الحمام الغزار:_
في المقالة السابقة(الجزء السادس)،تحدثنا عن مواصفات الرأس(أو الدماغ)، في الحمام الغزار،وقد تحدثنا عن هذه المواصفات، في ٥ نقاط،أو ٥ أوجه، وهي:
( الشكل العام للرأس_ حجم الرأس_ الرأس من الأمام_ الرأس من الوسط_ الرأس من الخلف).
ونظراً لأهمية منطقة الرأس في الحمام الغزار،سنكمل، في هذه المقالة،بعض الملاحظات عن مواصفات الرأس(أو الدماغ) في الحمام الغزار،أرجو أن أنوه إلى أمراً مهماً،فإن سلسلة: فن تقليب الحمام الغزار،لا تتعرض بشكل مباشر للمواصفات القياسية للحمام الغزار، فهذا موضوع آخر،وله ترتيبات أخرى،ولكننا فقط،نتحدث عن المواصفات،في حدود علاقتها،بالتطبيق العملي لفن تقليب الحمام الغزار.
والآن نبدأ في تقديم موضوعنا،عن ملاحظات عن مواصفات الرأس(أو الدماغ)، في الحمام الغزار:
١_ الرأس ذات المواصفات الجيدة:
فالرأس عندما تكون بمواصفات جيدة،يقولون الهواة مصطلح:(دماغ سليمة)،والهواة القدماء الحرفاء،يعتبرون أن أي حمامة دماغها سليمة،يمكن أن تبني عليها أساس جيد في الفرخ،ومن جهة أخرى أي حمامة بها نقص أو إنحسار في ريش الجبهة(أو المنطقة الأمامية من الرأس)، وتسمى إصطلاحاً:(خنقة)، سواء كانت من أعلى(خلف عظمة المنقار)،أو من الأجناب(فيما بين الشدقين والعينان)،تعتبر حمامة معيبة،بعيوب رئيسية(إستخدم البعض كلمة عيوب شرعية للتعبير عن العيوب التي تعتبر كبيرة في الحمام الغزار)،وهكذا لو كانت الرأس من الخلف ليست منزلقة(مزحلقة)، لو كان بها أي نتوءات،أو بروزات،ويطلقون على هذه العيوب،عدة مسميات:(بطحة_ نقرة_ حتة_ قرن)،فإن الهواة القدماء والحرفاء يتفقون على أن الحمامة التي يكون بها عيوب في الرأس من الخلف يجب إستبعادها سواء من المحاسنات أو المعارض،أو من إستخدامها، في الإنتاج لبناء سلالة جيدة عليها.
وهكذا يعيب الدماغ أيضاً أن تكون مفتوحة،أي بها عرضاً شديداً،أو واضحاً من الوسط تقريباً،أو من الخلف.
ولأهمية الرأس في الحمام الغزار،أعطوها الهواة قديماً درجة كبيرة من درجات التقيم أو التحكيم،فمثلاً الهاوي الكبير الراحل، الأستاذ جواني ميخائيل، عندما سأله،الهاوي الكبير الراحل،الأستاذ الدكتور عاصم أحمد عبدالعظيم، في حوار لهما نشر بمجلة: الحمام،عام١٩٩٤،عن درجات التقيم في البلق،قال:
٧٠ درجة من أصل ١٠٠ درجة للتقيم الكلي للحمامة، تعطى للرأس بكل مشتملاتها، أي الرأس،والمنقار،والعيون، والجفون.
والدكتور عاصم بمقالاته عن مواصفات الحمام الغزار،كان يعطي درجات تقيم كبيرة لمواصفات الرأس، مثلاً في مقالة البلق، أعطى ٣٠درجة، لتقيم الرأس وعظمة المنقار معاً، وفي تحكيم التلاوين
(الأسود السادة والعنبري والأحمر والمرقع)،أعطى ٤٠درجة لتقيم الرأس وعظمة المنقار،وفي درجات تحكيم الريحاني،أعطى لتقيم الرأس فقط ٣٠درجة،من أصل ١٠٠درجة للتقيم الكلي للحمامة.
_________________________
٢_ معنى مصطلح: السحنة:
إستخدم كبار ومُحترفي الهواية المصرية كلمة سحنة بأكثر من معنى،وسننقل لحضراتكم كل الآراء، لأهمية هذا المصطلح،في تصنيف السلالات،وأيضاً في التطبيق العملي للمواصفات(أي التقليب).
_ الرأي الأول:
المصطلح في مقالات الراحل الكريم،الدكتور: عاصم:
الدكتور عاصم،إعتمد على المعنى اللغوي للكلمة،في اللغة العربية الفصحى، فإستخدم كلمة سحنة بمعنى الوجه،أو مُقدمة الرأس(أو الدماغ)،أو المنطقة الأمامية من الرأس،والمرتبطة مباشرة بعظمة المنقار،لذلك نجده يستخدم كلمة السحنة،في وصف كل أنواع الغزار،ذات المنقار السميك عموماً، فقد إستخدمها،في وصف: الصوافة،والحمر والمرقعات الغزار،والسود الغزار، والعنابرة السمر،كما إستخدمها،في وصف البلق.
ويرجع إستخدامه للكلمة في وصف كل السلالات،ذات المنقار السميك،لأنه يرى أنها في معاجم اللغة العربية، تعني: (الوجه)،وإعتبر أن مقدمة الرأس،أو المنطقة الأمامية من الرأس،إعتبر هذا الجزء من الحمامة، يعبر عن وجهها،بغض النظر عن قصر هذه المنطقة أو طولها.
كما نلاحظ أنه كان أحياناً يعبر عن عظمة المنقار، مع مقدمة الرأس،هما معاً، تحت إسم السحنة،على أساس عدم إنفصالهم،وأيضاً بسبب إنسجامهم معاً(المنقار والرأس من الأمام)،وكأنهما شيئاً واحداً.
_ الرأي الثاني:
كنموذج من كبار ومحترفي الهواية،وهما من الآساتذة الكبار،كُلاً من: الهاوي الكبير، الأستاذ: نجيب زقزق(ربنا يبارك لنا في عمره وصحته)، والهاوي الكبير،الأستاذ: ماهر حزين(ربنا يبارك لنا في عمره وصحته)،والهاوي الكبير الراحل،الأستاذ شحتة علي إبراهيم،فمصطلح سحنة عندهم جميعاً، يستخدم بمعنى واحد.
وجميعهم إستخدم مصطلح سحنة،بمعنى أن مقدمة الرأس،أو المنطقة الأمامية من الرأس،بها إستطالة نسبية،تتفاوت في طولها من نوع إلى آخر،وقد تمسكوا بهذا المصطلح،في وصف البلق كلها(فيما عدا البنفسجي)،وأيضاً المساويد.
_ الرأي الثالث:
وهو رأي قليل من الهواة.
حيث يرى أن مصطلح السحنة،لا يستخدم إلا في وصف المساويد ذات الوجه الطويل،فهي فقط التي تكون بسحنة،من وجهة نظرهم.
أنا شخصياً أتبنى الرأي الثاني،أي بالنسبة لي السحنة هي: مقدمة الرأس عندما يكون بها إستطالة نسبية،تتفاوت،تزيد أو تقل، وتكون بالبلق جميعاً(ماعدا البنفسجي)، والمساويد أيضاً.
حتى أنني أرى أننا عندما نصنف البلق(فيما عدا البنفسجي) والمساويد أيضاً، نُطلق عليها سلالات الغزار ذات السحنة.
_________________________
٣_معنى مصطلح: القبلة:
القبلة مصطلح يعبر عن المنطقة التي تكون خلف عظمة المنقار مباشرة في الحمام الغزار ذو المنقار السميك،وللأمانة كنا نسمعه فقط للتعبير عن وصف هذه المنطقة في سلالات معينة، وهي البلق(دون البنفسجي طبعاً)،والمساويد،والقرنفلي، والعبسي المصري،فمثلاً لم نسمع كبار ومحترفي الهواية في الماضي،يستخدمون هذا المصطلح عند الحديث عن الصافي،ولا أي صنف من الغزار المُكلثم(المكلتم).
والحقيقة أن مصطلح قبلة، لقى رفضاً من أحد كبار الهواة،كما ظهر في فيديو لسيادته،ووجدت بعض شباب الهواة،يرفضونه إسوةً بهذا الأستاذ الكبير،الذي نحترمه ونقدره جداً، لكننا نختلف معه،في أن هذا المصطلح سليم وقديم، وكان يستخدم إما للتعبير عن العلو أو الإرتفاع الذي يكون في منطقة مقدمة الرأس،خلف عظمة المنقار، أو للتعبير عن المنطقة نفسها بغض النظر عن علوها أو إنخفاضها،وأنا أرى أن المصطلح يعبر عن إسم هذه المنطقة بغض النظر عن علوها أو إنخفاضها.
والهاوي الكبير المهندس: أسامة مؤمن(من هواة شبرا مصر أصلاً وحالياً مقيم بشبرا الخيمة،ربنا يبارك في عمره وصحته)،قال سيادته، في ندوة للهواة بشبرا الخيمة،أن مصطلح القبلة صحيح،وهو معناه لغوياً مقدمة الشيء، فقبلة الشيء لغوياً هي مقدمته.
وأنا في قراءة لأحد الكتب العلمية (كتاب: الحيوانات وأهميتها الإقتصادية)،في القسم الخاص عن الطيور،وجدت مصطلح آخر قريب في حروفه من مصطلح قبلة، وهي كلمة: القنة، فكلمة القنة، تعني مقدمة الرأس في وصف الطيور عموماً، لذلك أرى،أنه من الممكن أن تكون كلمة قبلة،تم تحريفها من كلمة قنة،وهي الكلمة التي تصف منطقة مقدمة الرأس خلف المنقار عموماً في كافة الطيور،كما قرأناه في أحد الكتب العلمية المذكور عالياً،في القسم الخاص عن الطيور.
الحقيقة أن المصطلحات، الخاصة بتقيم ووصف مواصفات الرأس في الحمام الغزار،وبدقة،لم تنتهي بعد، ولكن لأني لا أريد أن أطيل على حضراتكم بهذه المقالة، فأستسمحكم أن نكمل هذه المصطلحات وشرحها، في المقالة القادمة،أي الجزء الثامن من سلسلتنا: فن تقليب الحمام الغزار.
أرجو من حضراتكم متابعة الأجزاء السابقة للوقوف على الفكرة كاملة.
إلى اللقاء،بإذن الله تعالى مع الجزء الثامن.
تحياتي إلى كل أصدقائي الهواة المحترمين.
أخوكم كرم فريد.
٢٨_٥_٢٠٢٠.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق