فن تقليب الحمام الغزار _ الجزء الثامن


( فن تقليب الحمام الغزار_ الجزء الثامن):_
نستكمل حديثنا الفني،عن فن ومهارة تقليب الحمام الغزار،والجزء الثامن من سلسلتنا: فن تقليب الحمام الغزار.
نهدف إلى إعطاء التفاصيل الفنية بكل دقة، للتطبيق العملي،للمواصفات القياسية للحمام الغزار بأصنافه المختلفة.
وفي هذا الجزء،مازلنا نتحدث عن تقيم منطقة الرأس(أو الدماغ) ،في الحمام الغزار.
نستكمل معاً تحت عنوان:
_________________________
_ تابع: ملاحظات على مواصفات الرأس في الحمام الغزار:_
الفقرة رقم:
٤_ مصطلح: القنطرة:
القنطرة هو مصطلح يعبر عن شكل منطقة مقدمة الرأس المرتفعة،في سلالات البلق(فيما عدا البنفسجي)، والمساويد.
أو بمعنى آخر القنطرة،هي الإرتفاع في ريش منطقة مقدمة الرأس،المنطقة التي تكون خلف عظمة المنقار مباشرة في البلق ذات المنقار السميك،والمساويد أبضاً.
فيجب أن تكون القنطرة كثيفة الريش مرتفعة،بها دورانات وحليات واضحة، في جميع أصناف البلق(ماعدا البنفسجي)، وأيضاً في المساويد.
ويجب أن تمثل القنطرة هذه أعلى جزء في الرأس، وللأسف أننا في هذه الأيام قد نجد أن أعلى منطقة في الرأس في كثير من البلق، هي منطقة وسط الرأس، أو أعلى العينان،وذلك نظراً للإستدارة التي تحولت لها، أغلبية أشكال الرأس في البلق،ولذلك أناشد الهواة الأعزاء،لأهمية هذه النقطة، والحفاظ على الشكل الصحيح لنفوخ البلق ذات المنقار السميك، الذي يتميز بالإستطالة النسبية في شكله العام،مع وجود الإرتفاع في مقدمة الرأس.
وهكذا المساويد أيضاً.
ونظراً للإرتباط الوثيق بين عظمة المنقار،مع القنطرة، نجد أحياناً الهواة أثناء وصفهم للأبلق،يقولون عظمه مقنطر،إشارة لإرتفاع مقدمة الرأس،مع تكوين عظمة منقار مكملة للقنطرة،في إنسجام كامل،وطبعاً سنتكلم عن عظمة المنقار بالتفصيل بداية من المقالة القادمة من هذه السلسلة بإذن الله تعالى.
_________________________
٥_ مصطلح : الخنزيرة:
الخنزيرة مصطلح قديم في الهواية،فقد سمعته من أحد آساتذتي،وهو الهاوي الكبير الراحل،الأستاذ: إدوار عبده (توفى في عام ٢٠١٥ عن عمر يناهز الثمانون عاماً)، وقد سمعته من هواة آخرين.
وكلمة خنزيرة تعبر عن منطقة الرأس من الأمام(من أعلى) خلف المنقار،ومن الأمام(من الأجناب)،المنطقة الواقعة بين الشدقين،والعينان،وتعبر كلمة خنزيرة عن هذه المنطقة المذكورة،في كافة أصناف الغزار ذات المنقار السميك،ويجب أن تمتاز الخنزيرة بالإمتلاء بالريش، وكثافة الريش،وكان يقال مثلاً أن الخنزيرة فاضية أثناء القلش مثلاً،تعبيراً عن سقوط الريش من الخنزيرة بسبب القلش،أو لو كان بالحمامة إنحسار في الريش، أي الريش ناقص،أو به خنقة،فيقال الخنزيرة فاضية،لذلك مهم أن نقول أن كلمة الخنزيرة تعبر إصطلاحاً عن هذه المنطقة من الرأس، في كافة أصناف الغزار ذو المنقار السميك،بغض النظر عن إن كانت الخنزيرة،تتميز ببعض الإستطالة،كما في البلق،والمساويد،أو كانت قصيرة،كما في الحمام المُكلثم(المكلتم).
_________________________
٦_ مصطلح: مكلتم:
(هام جداً).
أرجو التركيز،في هذه النقطة جداً.
مكلتم هي تحريفاً لكلمة: مُكلثم،وتعني في اللغة العربية،ما هو مستدير الوجه.
وهذا المصطلح تم إختياره بتفوق وذكاء وفطنة من قُدامى الهواة،للتعبير عن مواصفات بعض أصناف من الحمام المصري الغزار.
وهذه الكلمة أفضل من إستخدمها وعبر عنها، هو الهاوي المصري الراحل، الأستاذ: مصطفى صابر، في كتابه: الحمام الغزار أو حمام الهواية الشرقية، المطبوع عام:١٩٤١.
وهو إستخدم الكلمة، لتصف الحمام الغزار،ذو المنقار القصير،والشديد القصر، ولكن بشرط،أن تكون عظمة المنقار،من داخل إستدارة الرأس،أو تُكمل إستدارة الرأس من الأمام،وكأن عظمة المنقار جزءاً من الرأس.
وهنا وبكل وضوح وجب أن نقول أن كلمة مكلتم لا تعني العظم القصير،أو الشديد القصر،كما هو شائع في مفهوم أغلبية الهواة،ولكن الكلتمة،هي صفة للرأس والعظم معاً،عندما تكون الرأس تامة الإستدارة، وعظمة المنقار داخل هذه الإستدارة.
وهنا نوضح أن كلمة مكلتم تستخدم في الهواية بمعنيين:
_ المعنى الأول:
في تصنيف الحمام الغزار، حيث توجد مجموعة من الحمام الغزار،تسمى بالحمام الغزار المكلتم،وبالفصحى: المُكلثم،وهي:
الصافي بأثوابه المختلفة.
الأحمر والأكول السادة الغزار.
المرقع سواء كان أحمر أو أكول،و المرقع بالذيل الأبيض.
والأحمر الغزار ذو الذيل الأبيض،والذي يسمى أيضاً بالحلبي المصري.
والأسود السادة الغزار.
والعنبري الأسمر.
_ المعنى الثاني:
وصف الرأس والعظم معاً بأنه مكلتم،وهذا ينطبق على المجموعة السابقة،بكل أصنافها،وألوانها، ويضاف إليهم الكوشكات المصرية، حيث توصف بأنها مكلتمة الرأس والعظم.
_ هنا عندما نفهم المعنى الأصيل لكلمة المكلتم، وعندما نعود نستخدم الكلمة بمعناها الدقيق،أصبحنا في غنى عن إستخدام أي كلام آخر،للتعبير عن مواصفات الرأس للحمام المكلتم.
ونصحح معلومات،أنه لا يوجد شيئاً إسمه أبلق مكلتم،ولا مسود مكلتم، ولا عبسي مصري مكلتم.
نفترض أن أبلق مثلاً قشربندق، كان منقاره ملموم جداً،أو قصير جداً، فليس معنى هذا أنه مكلتم.
فقد يكون بمنقار قصير(وهذا لا يعيبه)،لكن له قنطرة،وهذه تجعل به إستطالة خفيفة من الأمام في الرأس،تؤصل مواصفاته، وطبعاً أي أبلق برأس مستديرة،فهذا ليس شكله الصحيح،ومهما حمل من مواصفات الصنف،فهو عندما يتم تقيمه،سيخسر درجات من تقيمه،لأن شكل رأسه، ليس سليماً.
والرأس في الحمام المكلتم تمتاز بأنها ممتلئة بالريش من الأمام،سواء من أعلى، خلف عظمة المنقار، أو من الأجناب،فيما بين شدقين المنقار،والعينان.
ولا تكون الرأس فيما بين جانبيها رفيعة بوضوح كما في البلق والمساويد.
لذلك نجد تعبير أن رأس الصافي مثل كرة البنج بونج، فهذا تعبيراً عن أنها ليست رفيعة أو رقيقة فيما بين جانبيها،طبعاً ولا تكون عريضة ازيد من اللازم،أو مفتوحة.
_________________________
٧_ مصطلح: القورة:
هذا المصطلح في الهواية، يستخدم لوصف مقدمة الرأس،في أصناف الحمام الغزار،ذات المنقار الرفيع، والتي تشمل: الأبلق البنفسجي، والمكنيرات،التي يندرج تحتها: الصفر_ والراوحنة_ والزرق القطيفة.
كما أن القورة تتواجد أيضاً في الحمام الغزار الشوامة، والذي يشمل: الحلبي_ والكركندي_ والعبسي، ومعهم الشقلباظيات بألوانها المختلفة.
طبعاً هناك إختلاف نسبي بين شكل القورة في الأصناف المذكورة سابقاً، وفي شكل القورة في الشوامة.
ولم نجد أي مصطلح آخر قديم،يعبر عن شكل مقدمة الرأس في هذه الأصناف جميعها،سوى مصطلح القورة.
وللتنويه وجدت البعض يستخدم كلمة القورة،في وصف البلق ذات المنقار السميك،حيث يصف مقدمة الرأس،وطبعاً هذا وصف خاطئ وليس في مكانه الصحيح.
وإن وجد في مقدمة الرأس لأي سلالة من الغزار ذو المنقار السميك،ما يشبه القورة فهذا عيباً به.
والقورة هي عبارة،عن عرضاً بسيطاً في مقدمة الرأس مع إرتفاعها لأعلى،وللأمام.
والحقيقة أن القورة في الحمام المصري هي معقولة الإرتفاع إذا ما قورنت بالقورة الشديدة الإرتفاع والضخامة،في بعض سلالات الحمام الزينة العالمي.
_________________________
٨_ تقيم الرأس عموماً:
أحب أن أسجل بعض نقاط هامة في نهاية هذه المقالة.
أولاً: أذكركم بما قلته سابقاً، أن تقيم الحمام يحتاج إلى مشاهدته في وضعيتين أساسيتين:
_ الحمامة في إيد الهاوي، فيشاهد شكل الرأس وجمال تكوينها،خاصة من الخلف،حيث يجب أن تكون منزلقة،دون وجود بروزات،أو نتوءات،وبقية الصفات،التي لا تظهر جيداً إلا والحمامة بإيد الهاوي.
_ الحمامة في قفص العرض، لأنه ربما بعض صفات الرأس الدقيقة قد تظهر أيضاً والحمامة أمامك بقفص العرض، خاصة المنطقة الأمامية من الرأس،مع عظمة المنقار،مع بعض صفات أخرى.
عموماً يجب أن تقف على تقيم كل الصفات،بشتى الطرق التي تمكنك من ذلك.
ثانياً : هناك إرتباط وثيق بين تقيم الرأس،وتقيم عظمة المنقار،لأن العظمة جزء أصيل مرتبط بالرأس،فبالتالي سنجد أنفسنا في المقالات التالية، وهي عن عظمة المنقار، تلقائياً نتكلم عن الرأس، وربط هذه العلاقة المهمة جداً بين عظمة المنقار، والرأس عموماً، وعظمة المنقار والمنطقة الأمامية من الرأس خصوصاً.
ثالثاً وأخيراً: لاحظنا أن هناك مصطلحات عديدة،تستخدم في تطبيق فن ومهارة تقليب الحمام الغزار، ذو المنقار السميك،مثل: مكلتم، وسحنة،وقبلة،وقنطرة، وخنزيرة،وكلها مصطلحات خاصة بالرأس من الأمام.
وقد تحدثنا عنها كلها بكل دقة،ليتعرف القارئ العزير، على هذه المصطلحات، والفرق بينها،وقد تحدثنا فقط عن المصطلحات الأصيلة،القديمة في الهواية، دون إستخدام ما هو غير قديم،وغير أصيل،وذلك حفاظاً على تراث الهواية، ونقله للأجيال الجديدة.
وكثرة هذه المصطلحات في فن تقليب الحمام الغزار،ذو المنقار السميك،دليلاً على كثرة إنتشاره بين الهواة، والتركيز على أصنافه،بشكل أكبر من الحمام الغزار ذو المنقار الرفيع،وسنلاحظ نفس الشيء عند حديثنا عن عظمة المنقار،مصطلحات كثيرة،خاصة بعظمة المنقار السميكة،دون عظمة المنقار الرفيعة.
أرجو من الأصدقاء المتابعين،قراءة الأجزاء السابقة للوقوف على الفكرة كاملة،دون إجتزاء.
وإلى اللقاء في الجزء التاسع من سلسلة: فن تقليب الحمام الغزار،بإذن الله تعالى.
تحياتي لجميع الأصدقاء المحترمين.
أخوكم كرم فريد.
٣١_٥_٢٠٢٠.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق