سلسلة التحية والتقدير
(١):_( الهاوي الكبير الحاج نجيب زقزوق)
كنت مهتم بالمعلومات جدا في عالم هواية الحمام وخصوصا الحمام الغزار وقد تتلمذت على الكثيرين وقد جمعت على مدى (٢٥) سنة كم هائل من المعلومات سجلتها في سلسلة مذكرات خاصة بي واطلقت عليها ( مذكرات هاوي) وبلغت حوالي (٣٠) جزء وعندما ذهبت الى الاستاذ القدير الحاج نجيب زقزوق وجدت نفسي ولهي اتتلمذ من جديد على رجل هو بحق مفكر لديه الكثير والكثير من العلم في الحمام .
فهو بدأ الهواية في سن صغير جدا وطلع وجد نفسه ابن لهاوي محترف وهو الحاج ذكي زقزوق زملاء والده كلهم حرفاء في الهواية وقد تزوجت شقيقته الكبرى من هاوي محترف اسمه الاستاذ محسن وكان لديه مجموعة من الحمام ذو المستوى الجيد ،وبدأ الحاج نجيب يتتلمذ على والده اولا ( يؤخذ في الاعتبار ان خال والد الحاج نجيب كان ايضا هاويا محترفا ) ثم في عمر الادراك ( حسب تعبيره) ابتدأ يتتلمذ على اخرين والهواه بالنسبة له مثل بستان يلتقط من هنا زهرة ( اي معلومة) ومن هنا زهرة اخرى ( اي معلومة اخرى) وقد شاهد عددا كبيرا لا يحصى من الحمام الجيد المستوى ، وذكاءه الشديد اعطاه تميزا عن اقرانه( وهذا حسب شهادة اخرين عنه) ،فهو بالاضافة لخبرته هو الشخصية اضيف له خبرة حوالي (١٠٠) سنة سابقة عليه هي خبرة والده وزملاء والده وخال والده وجيله .
الحاج نجيب بالاضافة لخبرة ممارسة الهواية فهو مثقف يقرأ مايتاح له من الكتب في مجال الهواية مثل بعض المراجع الاجنبية والعربية فهو احتك لسنوات طويلة بالحمام الزينة العالمي وقد سافر الى اكبر دول العالم اشتغالا بالحمام ( هولندا وبلجيكا ) اكثر من (١٠) مرات واستورد الالاف من حمام الزينة والببغاوات والعصافير، كل هذه اصقلته بخبرات عديدة ، وفي (٩٤) عندما تعرف على الحاج فتحي البقلي استفاد خبرات جديدة في مجال الحمام الزاجل وطرق التربية الحديثة والوقاية والعلاج من الامراض ، كل هذا صنع عقلية ولهي فذة ورؤية ثاقبة ليست في الحمام وحسب ولكن ايضا في الحياة ،ففي كل جملة يقولها عن الحمام تجد عنده الجديد وله ابعاد في الهواية لم يذهب اليها احدا من قبل ، الرجل بسم الله ماشاء الله عليه عنده حضور في التحدث فهو متكلم لبق خفيف الظل ، وللرجل دور كبير مع لفيف من الهواه المحترمين في ظهور كتاب ( المواصفات القياسية للحمام الغزار المصري ) الذي صدر في عام (١٩٩٦) .
ويرى الحاج نجيب ان مشاكل الهواية الحالية ليس من المستحيل حلها بل هناك حلول لها لكن من الذي يستطيع تنفيذ هذه الحلول هنا تكمن المشكلة فالتكاتف وتوافق الهواه معا هو الذي منه ننطلق لحل المشاكل وكنت اقول له انا ارى يااستاذنا لو في (١٠٠) هاوي لهم الفكر المتوافق واجتمعوا على تحسين الحمام لنجح الحمام في مصر قال لى ( ولهي ده لو في (٢٠) غاوي او حتى (١٠) ممكن يقوموا الهواية على حيلها فين الارادة لده ؟) ،مرة اخرى اقول له عن ذكر احمر سادة غزار كان بمعرض الينز هذا الفرد لم ينال اعجاب السادة الحضور لان عظمة منقاره خياري( اي متوسطة القصر) ولكن عظمته سميكة نسبيا وراكبة في مقدمة الرأس بشكل جيد ويمتاز بلون جيد وجسم طويل قصير الرجل ووقفته في العرض جيدة فانا كنت اراه فرد منظوم اي به توافق وعدد كبير من المميزات وقليل من العيوب لذلك كنت من وجهة نظري المتواضعة اقيمه كفرد جيد فقلت لاستاذنا عن وجهة نظري هذه فقال لي ( صح هو الفرد الجامد هو اللي عضمته جامدة وخلاص وفي عيوب في كل حاجة لا طبعا ) فقلت له يا استاذنا انا اعتقد لو في (١٠٠٠) حمامة في كل نوع ولون من الحمام الغزار منظومة لكان الحمام في مصر بخير فقال لي (أؤيد كلامك مئة في المئة) ، وماذا اقول عنك يا استاذنا الجليل ؟ ففضلا عن الذكاء الحاد والعلم والثقافة فهو رجل كريم ولديه حسن استقبال ومعاملة لضيوفه فضلا عن تقديره لمن هم اصغر منه ولو في سن اولاده فهو لم يحدثني باسمي مرة واحدة بل في فمه لازمة (يابيه) و( يا استاذ) فهو ولهي لرجل من الزمن الجميل فعلا، وقد تشرفت بان سجلت مع سيادته( كتابة) مواصفات الحمام الغزار كله نوع نوع ولون لون وسننشره تباعا باذن الله على صفحات جروب بنحب الغزار وهو يتحدث عن الحمام ويصفه كما شاهده منذ عشرات السنين على اصوله الحمام الحر (على حد تعبير سيادته) .
وانا اناشد الاخواة المحترمين المنظمين لمعارض الحمام القادمة (معرض شباب المستقبل) و(معرض بورتو بيجن) بتكريم هذا الرجل وأمثاله من الهواه المحترمين المحترفين الذين قدموا للهواية الكثير،واتذكر شئ سمعته زمان ان الراحل الحاج فتحي البقلي قال له(انت يانجيب لو كنت اتولدت في دولة متقدمة لكانوا اعطوك الدكتوراه الفخرية في الحمام وعملوا لك تكريم) ،ونسأل الله سبحانه ان يطيل لنا في عمر الأستاذ القدير ويمتعه بالصحة والعافية .
والى اللقاء مع حلقة جديدة من هذه السلسلة (التحية والتقدير ) مع أحد كبار الهواه المحترمين المحترفين وشكرا لكم حسن المتابعة.
المصدر : الحساب الشخصى للاستاذ كرم فريد على الفيس بوك , تم النشر فى يوم الاحد 23 يوليو 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق