(للمواصفات القياسية للحمام بعدين أساسيين):
(البعد النظري:
البعد العملي: المقالة الأولى):_
المواصفات القياسية للحمام، سواء المصري من الغزار والمراسلات،أو الحمام الزينة العالمي،لها بعدين أساسيين،
وهما:
١_ البعد النظري لهذه المواصفات.
٢_ البعد العملي أو التطبيقي لهذه المواصفات.
وفي هذه المقالة،سنعطي تفاصيل عن هذين البعدين الأساسيين للمواصفات القياسية أو النموذجية للحمام.
أولاً: ما معنى مصطلح مواصفات قياسية؟
ببساطة شديدة،المواصفات القياسية،هي المواصفات التي يجب أن تتوفر في طائر الحمام المثالي،وفقاً
للمواصفات الخاصة بالنوع واللون المستهدف من التقيم.
والبعض يرى أن كلمة قياسية كلمة خاطئة ولا يجب إستخدامها في الحديث عن الحمام،لأنها وضعت لتصف الجماد.
وهنا نرد عليهم بأن كلمة قياسية ليست خاطئة في شيئاً،ويمكننا إستخدامها بضمير مرتاح تماماً،فكلمة قياسية تعني النموذج الذي يتم القياس عليه،أي التقيم وفقاً له،وليس معناه القياس بمعنى المقياس بالمليمتر، أو بالسنتيمتر،أو غيره من وحدات القياس المختلفة.
لكن هو النموذج الذي نتخذه للتقيم،وكلما كان الطائر الذي يتم تقيمه قريباً من هذا النموذج القياسي الموضوع، كلما كان هذا الطائر ذو مستوى متميز.
ولأول مرة نعرف مصطلح المواصفات القياسية في مصر،كان من كتابات الهاوي الكبير الراحل،الأستاذ الدكتور عاصم أحمد عبدالعظيم،في مقالات لسيادته بمجلة الحمام،في عام١٩٩٤،
وكنا من قبل ذلك نستخدم مصطلح،تقليب الحمام، فكلمة تقليب الحمام في عرف الهواة المصريين، بمعنى فحص الطائر لتقيمه، وفقاً لما يعرفه الهواة عن الصفات التي يجب أن يتمتع بها كل نوع وكل لون من سلالات الحمام ، وهي مواصفات يتعلمها الهواة نقلاً عن بعضهم،بطريقة شفاهية، جيل كبير،بيسلم جيل تالي له.
إذن لنغلق هذه الجزئية، قلنا المواصفات القياسية،أو النموذجية،أو الجمالية، لا يوجد مشاكل لدينا في المسمى،وأنا شخصياً أقبل مصطلح المواصفات القياسية،ولا أجد فيه أي مشكلة أو أزمة.
ً.............................................
ثانياً: كيف وضعت المواصفات القياسية للحمام؟
الحمام الذي تم وضع مواصفات قياسية له، هو الحمام الذي يقع تحت تصنيف الحمام المستأنس، وطبعاً من ضمن الحمام المستأنس،الحمام المصري، من الغزار،والمراسلات، وأنواع أخرى وجدت في مصر منذ سنوات طويلة مضت،وأيضاً من الحمام المستأنس الحمام الزينة العالمي بكافة سلالاته.
بدأ إستنباط الحمام المستأنس، منذ بضعة آلاف من السنين،عندما إستطاع الإنسان،أن يستأنس بعضاً من الحمام البري،وعندما إستمر في إنتاجه على مدى سنوات طويلة،إبتدى يظهر من الحمام البري،أشكال جديدة من الحمام،ليست شبيهة بالأصل البري، حيث ظهر حمام به ألوان جديدة، وأحجام جديدة،وألوان عيون جديدة،حمام له تشكيلات من الريش الزائد في بعض أماكن من الجسم،مثل الطرطور أو البرنيطة،والسروال، والأظرف في الصدر(مايسمى لدى الهواة الكوشكة)،وغيرها.
كما ظهرت أشكال وأحجام مختلفة من المناقير،وغطاء الجفون،وكثير من الصفات التي ظهرت ووجدت بالحمام المستأنس.
وطبعاً كما ألمحنا،لم يحدث هذا بين يوم وليلته،إنما حدث في بضعة آلاف من السنين،هذه الأنواع ظهرت بسبب ما يطلق عليه في علم الوراثة: الطفرات.
الهواة الأوائل عملوا على الحفاظ على هذه الأنواع الجديدة،التي لاحظوا مواصفاتها الجميلة،وبالخبرة والتجربة،أصبحوا يقومون بتزاوج الحمام الذي يحمل نفس الصفات التي أحبوها وإستحسنوها،فثبتوا هذه الأشكال،التي أصبحت بدورها تنتج مثيلها.
وفيما بعد إستخدم الهواة طريقة أخرى،وهي طريقة: التهجين،لإستخراج حمام به دمجاً لصفات موجودة في سلالتين أو أكثر.
بالملاحظة إستطاع أيضاً الهواة القدامى،أن يرصدون أجمل الصفات،التي تظهر في الأنواع والسلالات المختلفة،ومع الوقت وضعوا القوانين التي تضبط هذه الأنواع والسلالات،في إطار فني محدد،وفقاً للمواصفات التي إرتئوا أنها أفضل مواصفات لهذا النوع أو هذه السلالة.
وأصبحت هذه المواصفات، هي المواصفات القياسية، للأنواع والسلالات.
طبعاً لا نغفل أيضاً أن الهواة الأوائل،رصدوا الصفات السلوكية للحمام،وإستخدموا هذه الصفات ووظفوها،كمثال على ذلك،ملاحظة أن سلالات الحمام الغزار قابلة للتدريب على الطيران بطريقة معينة، وهي طريقة الطيران المصرية المسماة في إصطلاح الهواة المصريين: النش.
وهكذا ببساطة وضعت هذه المواصفات الفنية والجمالية، للأنواع والسلالات المختلفة للحمام،وأصبحت هذه المواصفات قوانين يتعلمها الهواة،جيلاً بعد جيل، إلى أن أطلق عليها أخيراً المواصفات القياسية للحمام، وفي مصر سميت بتقليب الحمام،إلى أن بدأ أيضاً الهواة المصريين يستخدمون مصطلح المواصفات القياسية، بداية من عام١٩٩٤،مع تأسيس نادي سراي القبة للحمام الغزار والزينة،حيث وضع النادي هدفاً أمامه بجمع المواصفات القياسية للحمام المصري،من فم كبار ومحترفي الهواية المعاصرين لهذه الحقبة.
.ً.......................................
ثالثاً: هل مواصفات الحمام ثابتة أم حدث لها تطور عبر العصور المختلفة؟
للإجابة شقين،وبعض التفاصيل:
الشق الأول: بالنسبة للحمام الزينة العالمي،هواة ومربين حمام الزينة العالمي،يدركون تماماً أن الكثير من سلالات الحمام الزينة،تم تطويرها وتغيير مواصفاتها عبر العصور المختلفة،وهم ليس لديهم أي مشكلة في هذا الأمر.
ونستطيع أن نحصر عملية تطوير سلالات الحمام الزينة، في النقاط التالية:
١_ تغيير في المواصفات الأصلية للسلالة،من خلال التهجين المدروس بهدف إضافة صفة جديدة أو عدة صفات جديدة،لم تكن في السلالة الأصلية.
٢_ نشأة سلالات جديدة من الحمام،عن طريق رسم للسلالة المستهدف نشأتها، ثم العمل على دمج هذه الصفات،من سلالتين أو أكثر من السلالات الموجودة أصلاً.
٣_ إستنباط ألواناً جديدة غير شائعة في بعض السلالات،بما يسمى سحب اللون،أي إدخال أو سحب اللون المستهدف،من خلال سلالة أخرى،ولكن بإستخدام المعلومات الوراثية عن خصائص الجينات المتحكمة في هذا النمط اللوني المستهدف إدخاله على السلالة،يلي ذلك مرحلة تنقية السلالة التي نجحنا مثلاً في دخول لون جديد عليها،مما قد يكون طرأ عليها من تغييرات غير مرغوبة.
طبعاً يحدث هذا في إطار من الضوابط،والمعرفة بعلم جينات الحمام وتطبيقاته.
وأيضاً من خلال الأندية، التي قد تعتمد هذه المواصفات أو لا تعتمدها، فالأمر فيه شيئاً من الحرية، والعمل الفردي،ولكن في النهاية،يكون تقيم وإعتماد هذه المتغيرات خاضع للهيئات والمنظمات المسؤالة عن كل ما يخص تربية الحمام.
وأقتبس هنا بعض السطور من كتاب: حمام الزينة، للمؤلفان الألمانيين ، إريك مولر، ولودفيج شراج، المطبوع عام١٩٨٦،
حيث يستعرض في إيجاز تاريخ تربية الحمام الزينة، وتطوير الهواية،حيث يقول المؤلفان:
(الإستئناس_ التوزيع:
تعود مسألة تطور الحمامة البرية وتحولها إلى حمامة مستأنسة أليفة،إلى آلاف السنين.
لقد كان منشأ بعض أقدم التقارير التي وصلتنا عن الحمام الداجن،منطقة اللغات الهندية_ الجرمانية الغربية.
ونجد في اللغتين الإغريقية واللاتينية،إشارات يمكن أن يستنتج منها وجود ظروف بيئية إصطناعية،كان يربى فيها لأغراض محددة.
وفي الماضي القديم كان ” الكامباجنا دي روما"، الذي كان سهلاً خصباً يحيط بمدينة روما،قد أصبح مشهوراً بوصفه منطقة يعيش فيها إلى جانب الحمام الأزرق المعتاد، حمام متعدد الألوان يعتني به الناس،وبالإضافة إلى إرتباطه بالمناطق الآهلة بالسكان،وهو أمر أدى إلى تسهيل عملية إستئناسه، فإن الحمام كان قادراً على الطيران لمسافات بعيدة بصورة مكنت من الإعتماد عليه،وجعلته وسيلة مناسبة جداً لحمل الرسائل منذ مرحلة مبكرة.
يمكن إثبات عملية تربية الحمام والعناية به،على نحو يمكن الإعتماد عليه،في منطقة خطوط العرض التي نعيش فيها، بدءاً من القرن الخامس عشر الميلادي وما تلاه.
وكانت الفائدة الإقتصادية التي تم جنيها من تربية الحمام، بإستغلال مخلفاته العالية الجودة،أمراً مدهشاً.
وحتى الآن،تتم تربية أعداد كبيرة من الحمام في الأقطار الجنوبية بغرض الحصول على السماد.
وإزدهرت في الهند خلال القرن السادس عشر الميلادي عملية تربية الحمام في أوساط حكام ذلك البلد، وهو أمر يمكن الإستدلال عليه من خلال المؤلفات المعلوماتية المتوفرة عن هذه الحقيقة.
وقد إستخدمت عمليات تزاوج محددة لضمان الحصول على صفات معينة في الحمام.
ومع إزدياد التجارة العالمية، أصبح مزيد من أنواع الحمام ” الغرائبي" يرد إلى منطقة وسط أوروبا.
لقد ظلت تربية الحمام والعناية به حتى العصور الوسطى،إمتيازاً مقصوراً على الطبقات الحاكمة والأديرة.
وقد أظهرت الآثار الأدبية العائدة للقرن الثامن عشر الميلادي، الشعبية المتزايدة التي إكتسبتها،سلالات الحمام الأصيلة في كل مناحي الحياة.
وقد وضعت أسس التربية الإقليمية خلال تلك الفترة.
وتشكلت أسواق الحمام، والبدايات التي يمكن إعتبارها من الإرهاصات المعبرة عن ولادة معارض الحمام والدواجن الشائعة في زماننا.
وتحمل العديد من السلالات الموجودة حالياً،إسم المنطقة التي تم تطويرها فيها.
كما أن السجل المعياري للإستيلاد يذكر بالإضافة إلى ذلك منشأ كل سلالة من سلالات الحمام التي سمح لها بالمشاركة في المعرض.
لقد كتب تشارلز داروين" ١٨٠٩_١٨٨٢م" : "على الرغم من عدم قدرة الإنسان على إنتاج_ أو حتى منع_ التنوع،
إلا أن بإمكانه الإنتقاء والمحافظة على الإختلافات التي توفرها الطبيعة والعمل على تراكمها.
وبصرف النظر عن الطريقة التي يتبعها في ذلك، فإنه سيحصل دائماً على نتائج رائعة".
وخلال الفترة نفسها كان الراهب الأوغسطيني جريجور مندل" ١٨٢٢_١٨٨٤م"
أستاذاً للتاريخ الطبيعي في مدينة برون.
وقد نتجت عن أبحاثه العلمية التي تتضمن تهجين النباتات،نظرية مندل التي تنطبق أيضاً على الحمام الذي نتناوله بالدراسة.
ومع مرور الوقت،أصبح الإستيلاد على درجة أكبر من الإختلاف والتميز.
فبالإضافة إلى الإستيلاد بغرض الحصول على شكل، أو تركيب ريش،أو ألوان وعلامات مرغوبة،كانت رياضة إستعراض الحمام المحلق في أوجها.
كما أصبحت أيضاً رياضة سباق الحمام الزاجل ذات شعبية كبيرة.
وفي منعطف القرن العشرين أدى تطوير جمعيات إستيلاد على درجة عالية من التنظيم إلى إحداث تغيير في أنشطة الإستيلاد.
كما إكتسب نظام المعارض والعروض أهمية متزايدة، وتم تحديث السلالات القديمة.
ويظهر التطور الحالي بوضوح،أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال إعتبار أعداد حمام الزينة المتوفرة الآن مكتملة،ولا يمكن الإضافة إليها.
ومن حيث المبدأ، ليس هناك أي قيود على المبادرات في مجال الإستيلاد.
ولكن،على أية حال،ومهما كان الحماس شديداً للإستيلاد،يجب على المرء ألا ينسى مطلقاً تلك السلالات المشبعة بعبير التراث،والتي تستحق إهتمامنا ورضانا بوصفها ”نصب تذكارية ثقافية"، ولكن من ناحية أخرى، ينبغي علينا ألا نتوه في دهاليز الحنين إلى الماضي).
إنتهى الإقتباس من كتاب: حمام الزينة، النسخة المترجمة للعربية بمعرفة شركة بريمواي السعودية عام٢٠٠١.
وجديراً بالذكر أن مؤلفان الكتاب المذكور،قد أوردا مجموعة من الصور للحمام،
وهي صور مقارنة لبعض السلالات القديمة والسلالات الأحدث التي إستنبطت منها ، وطبعاً هذه الصور تظهر الإختلافات أو التطور الذي حدث للسلالات عبر العصور المختلفة،بجهود المربين في فنون تزاوج الحمام،للحصول على الصفات المرغوبة.
وأحب أن أكتب ملاحظة هامة،فقبول هذا الأمر من عملية تطوير السلالات في الغرب،أو حتى في الشرق، هي عملية ثقافة يتعلمها ويقبلها مربين حمام الزينة، طبعاً تحت ضوابط.
والآن أنتقل إلى الشق الثاني من الإجابة على السؤال الذي أوردناه،في بداية الفقرة ثالثاً.
الشق الثاني: هو بالنسبة للحمام المصري.
بداية،أحب أن أقول أن المقصود هنا في هذه المقالة، بالحمام المصري، الحمام الغزار بكافة أنواعه والوانه،وأيضاً الحمام المراسلة المصري.
فهل الحمام المصري له مواصفات ثابتة قديمة لم تتغير أو تتطور؟
الحقيقة أن الإجابة على هذا السؤال سهلة،وفي نفس الوقت ليست سهلة.
هنا سيقول القارئ هل تضعنا أمام لغز؟
الأمر ليس لغزاً ،ولكن الإجابة، السهلة،هي:
نعم الحمام المصري الغزار والمراسلات حدث له تطوير وتغير في مواصفاته.
هنا سيقول القارئ ما دليلك على ذلك؟
هنا صعوبة الإجابة،لأن الأدلة التي أعتمدها للإجابة على سؤالي بنعم،معظم الهواة تهاجمها ولا تعيرها إهتماماً وتشكك في قيمتها وصحتها.
فهناك ثلاثة مصادر مكتوبة أعتبرها مصادر قيمة جداً للرجوع لها في الدراسات التاريخية عن الحمام في مصر،وبهذه المصادر الكثير من الإجابات عن كثير من الأسئلة،ولكن هذه المصادر ليست بالإنتشار الواسع من جهة، ومن جهة أخرى هناك من يشكك فيها بإستمرار، ويشكك في مؤلفيها ويقول عنهم أنهم ليسوا بهواة ولا يفهمون شيئاً وغير ذلك من العبارات،التي يقولها البعض، مع أن المفروض أن هذه المصادر يتم نشرها على نطاق واسع ويتم تحليل كل ما جاء بها بأسلوب علمي، ليكون خلفية تاريخية للهواية المصرية تستند عليها في الحكم على كثير من الأمور.
وقد شاهدت في عدة مواقف البعض من الهواة، يتنصل من هذه الكتب،وكأنها وصمة عار، ويبدي كثيراً من الإستياء لأننا نستشهد ببعض ما جاء بها للتدليل على وجهة نظرنا.
وتشاهد منهم عبارات غريبة، مثل قولهم العلم في الرأس وليست في الكراس.
ومن يقول أنا لست معترفاً بهذا الكلام ،في حين يتمسك بوجهة نظره التي ربما تكون حديثة جداً وضعيفة وليس لها سند وكأنها وحياً من السماء.
وهنا يحضرني الحكمة القائلة: أن الإنسان عدو ما يجهل.
بمعنى أنه عندما تواجهه بمعلومة جديدة عليه،يبدأ في الهجوم عليها ويتهكم عليها،في حين أن العقل والمنطق يقول أن من الواجب أن يفكر في المعلومة ويتحقق من صحتها أو خطأها،أنا أسف لأنني أطالت بعض الشئ في هذه النقطة،ولكن هذا مقصوداً لوضع يدي على آفة من آفات الهواية المصرية، وهي عدم القراءة والثقافة، ومعاداة المعلومة الجديدة على الشخص والهجوم عليها،وعلى من يقولها أيضاً.
لكن نعود فنقول،لدينا ثلاثة مصادر،وهي بترتيبها الزمني من الأقدم للأحدث:
المصدر الأول:
كتاب مخطوط إسمه: تحفة الكرام في ذكر محاسن الحمام، وهو من تأليف كلاً من،الحاج درويش حمدي،والسيد مصطفى حمدي أبو العينين،وقيل أن زمن كتابة المخطوط من أكثر من ٣٠٠عاماً مضت.
والمصدر الوحيد وصاحب النسخة الوحيدة منه هو الهاوي الحاج عادل طلبة،من قدامى هواة الجيزة،ربنا يبارك في عمره وصحته.
والمخطوط لم ينشر بالكامل، ولكن قام بنشر بعضاً من صفحاته على الإنترنت الأستاذ علاء ضياء ونجله سليم،لهم كل الشكر طبعاً.
وكم أتمنى أن يفكر الهاوي الكبير الحاج عادل طلبة، في الإفراج عن هذه المخطوطة كاملة،ويتولى النشر على الإنترنت أيضاً الأستاذ علاء ضياء،هذا العمل سيكون له قيمة تاريخية وعلمية كبيرة، لأن بتحليل ما جاء بها من كنوز،ستنكشف كثير من الأمور التاريخية والفنية للهواية المصرية.
المصدر الثاني:
كتاب إسمه: الحمام وتربيته، من تأليف المهندس عبدالغني غنام،مطبوع بالقاهرة في عام ١٩٣٦.
وهذا الكتاب يحتوي الكثير من المعلومات والمصطلحات التي مازالت نتداولها في الهواية،فهو كتاب قيم من وجهة نظري،وفيه الكثير من المعلومات الصحيحة،كما قد نختلف معه في بعض المعلومات،لكنه كتاب له قيمة مرجعية وتاريخية للهواية المصرية.
المصدر الثالث:
كتاب إسمه: الحمام الغزار أو حمام الهواية الشرقية، من تأليف الأستاذ مصطفى صابر، مطبوع بالقاهرة في عام ١٩٤١.
وقد إجتهد المؤلف في تبويبه بأسلوب جيد، تحدث عن مواصفات الحمام،وطريقة النش،والفرخ،ونقاط تاريخية ومصطلحات،أرى أنه كتاب له قيمة كبيرة،تاريخية وفنية،وقد يعتمد عليه في الكثير من المعلومات المفيدة،مع إختلافنا معه في بعض المعلومات.
فبمقارنة هذه المصادر الثلاثة في وصف الحمام يتضح لنا جلياً تطوير حدث في مواصفات وشكل الحمام المصري.
فهل هو تطوير للأفضل أو للأسوأ ؟
هنا ستختلف وجهات النظر، لكن أنا أستطيع أن أجزم،بأن المواصفات النموذجية لأي نوع أو سلالة أو لون أو بيت أو باب،من الحمام المصري الغزار،والمراسلات،هي صفات تجعل الحمامة في أبهى وأجمل صورة من ما أبدع الخالق العظيم في خليقته،ولذلك وبكل وضوح فأنا أطالب وأناشد وأدعو إلى العمل بكل قوة لتثبيت هذه المواصفات وتطبيقها على الحمام للإكثار من عدد الحمام المنتج الذي يستحوذ على هذه المواصفات النموذجية أو القريبة منها.
وبكل وضوح لا أدعو لأي نوع من التغير في شكل الحمام ومواصفاته،بل الثبات على مواصفاته وشكله الحالي،والذي تعلمناه من الأساتذة المعاصرين، وأي كلام عن التطوير والتغير في شكل الحمام فهذه تأتي في مرحلة أخرى
بعد أن نعمل على إستقرار وتطبيق المواصفات النموذجية المعروفة حالياً، وبعد أن نعد جيلاً جديداً من الهواة المثقفين والذين لديهم دراية كافية بعلم وراثة الحمام وتطبيقاته،وأيضاً
بعد أن تكون الهواية المصرية،تديرها مؤسسة تأخذ قرارت مدروسة جماعية،لأن الحمام المصري ليس ملكية شخصية لفرد، بل هو ملك لكل الهواة،الحاليين وأيضاً الأجيال التالية.
لذلك يجب أن نحافظ على الحمام في أحسن وأبهى صورة له وهي ما يمثلها المواصفات النموذجية المعروفة والمستقرة في الهواية المصرية حالياً.
أكتفي الآن بهذا القدر، على وعد باللقاء لنستكمل معاً هذه الدراسة،عن مواصفات الحمام،إنتظروني مع الجزء الثاني بإذن الله تعالى.
مع تحياتي لجميع الأصدقاء الهواة.
أخوكم كرم فريد.
٧_٩_٢٠١٩.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق