(للمواصفات القياسية للحمام بعدين أساسيين):
( البعد النظري:
البعد العملي: المقالة الثانية):_
نستكمل معاً حديثنا،ولكن أرجو قراءة الجزء الأول للإلمام بالفكرة كاملة.
والآن نستكمل من الفقرة:
رابعاً : ما المقصود بالبعد النظري للمواصفات القياسية للحمام؟
البعد النظري للمواصفات، هو الكلام عن المواصفات نظرياً، وكأن مثلاً هاوياً أو مربياً يسرد المواصفات النموذجية لنوع من الحمام،فيقول مواصفاته كذا وكذا إلخ.
هذه هي المواصفات نظرياً، أن يتعرف الهاوي على أنواع وسلالات الحمام وألوان الحمام نظرياً من خلال مثلاً كتاب،أو فيديو على اليوتيوب أو مقال،أو أن يسمع هذه المواصفات من أحد الهواة.
فهذه المعرفة هي المعرفة النظرية بمواصفات الحمام، وهنا لدينا سؤالاً مهماً:
هل هناك حمامة تحمل المواصفات القياسية كاملة؟
الإجابة أن الحمامة التي بلا عيباً أو نقصاً بسيطاً هي حمامة غير موجودة عملياً، فلا يوجد حمامة كاملة،لكن يوجد حمامة مواصفاتها قريبة من النموذجية أو القياسية.
وهنا سيسألني أحد القراء، إذن بما أنها غير موجودة كاملة،إذن كيف وضعت هذه المواصفات الخيالية؟
هنا أقول،لا ياصديقي فأنا أعترض على كلمة خيالية.
لأن المواصفات القياسية ليست خيالية،وإن لم توجد في حمامة واحدة،لكنها موجودة في هذا النوع.
بمعنى مثلاً هناك صافي حجم رأسه صغير،ومنقاره سميك وقصير وراكب بشكل جيد في الرأس،وعيونه لونها جيد،ولكن مثلاً جفنه ثقيل نسبياً، فهنا هذا الصافي فيه عيباً وهو الثقل النسبي للجفون في حين أن الصفة القياسية للجفون في الصافي أن تكون رقيقة جداً أرق ما يكون.
هنا الصفة القياسية للجفون ليست خيالية،فهي غير متوفرة في هذا النموذج المذكور،لكن موجودة في ذكراً أو أنثى أخرى من الصوافة.
وهكذا كل المواصفات القياسية قد تجمعها من عدة حمامات من النوع،أو قد تراها في عدة حمامات من هذا النوع،ولكن لأنها قياسية وكاملة فقد لا تتواجد في طائر واحد،لكنها موجودة ومتوفرة في طيور أخرى من نفس النوع.
هذا قد يكون معياراً سهلاً وبسيطاً لكن هناك فنيات أكثر دقة وتعقيداً ولكن نؤجل الحديث عنها في مقالات أخرى.
وهنا لدي سؤالاً مهماً آخر:
فهل كل ما على الهاوي أن يقرأ المواصفات القياسية للحمام،أو يسمعها من هاوي خبير،سواء مباشرة أو طريق مثلاً فيلم فيديو؟
الإجابة القاطعة لا طبعاً.
فلا يكفي أن يتعلم الهاوي المواصفات نظرياً.
بل عليه أن يكتسب مهارة تطبيق هذه المواصفات عملياً.
وهنا أنتقل للحديث عن بعض التفاصيل عن البعد العملي للمواصفات القياسية.
.............................................
خامساً: البعد العملي والتطبيقي للمواصفات القياسية للحمام:
هبدأ بنقطة للأسف سلبية لكن مهمة،أعذروني أنني تحدثت عنها،ولكن للضرورة أحكام.
هناك العدد الكبير،بل والكبير جداً مع الأسف،قد يكون لديه معرفة نظرية بالمواصفات القياسية للحمام،وتجده يحفظها عن ظهر قلب،وتجده دائماً يرد على الأسئلة في مجال المواصفات القياسية، لكن عندما يتم إختباره عملياً لتطبيق المواصفات هذه عند تقييم طائر من أي نوع من الحمام،هنا تجده يرسب في الإختبار.
لأنه تعلم المواصفات نظرياً فقط،ولم يكتسب مهارة التطبيق العملي للمواصفات القياسية للحمام.
للأسف قد تقابلت مع هذه النوعية من الهواة كثيراً، خاصة على الإنترنت، بعضهم يشارك في المناقشات بحماس وكلمات رنانة،في حين أنه ليس لديه خبرة في التطبيق العملي للمواصفات،وبعضهم يكتب مقالات وبوستات،ويقوم بتصوير فيديوهات، وكلها تكون مجموعة من المعلومات النظرية، وعندما يتم إمتحانه في تقييم الحمام،تجده يرسب ويفشل، لأنه لم يكتسب مهارة التقليب عملياً.
والآن لدي سؤال مهم:
كيف يكتسب الهاوي مهارة التطبيق العملي لمواصفات الحمام؟
لا يمكن أن يكتسب ويتقن الهاوي عملية التطبيق العملي لمواصفات الحمام، إلا بمشاهدة عدداً كبيراً من الحمام،والمشاهدة تشمل مشاهدة الطائر وهو يقف في قفص العرض،أو ماشابه، ثم الإمساك بالطائر في اليد لتحديد مواصفاته بدقة.
ويمكن أن يحدث ذلك من خلال:
١_ التردد على أسواق الحمام لمشاهدة الحمام وتقليبه ومحاولة تقييمه بتطبيق المواصفات عليه.
٢_ زيارة المعارض التي تقام للحمام،ومحاولة تقيم كل طائر بالمعرض في إطار المواصفات المعروفة للسلالة.
٣_ زيارة الهواة وخاصة أصحاب التميز بالسلالات ذات المستوى العالي، فمشاهدة هذا الحمام، ومحاولة تقييم الطائر وفقاً للمواصفات المعروفة للسلالة،يفيد الهاوي كثيراً في عملية التقييم العملي.
٤_ معايشة الحمام الذي تربيه ومحاولة التدريب مع نفسك على تطبيق المواصفات عملياً على هذا الحمام.
٥_ مشاهدة الصور والفيديوهات المنشورة للحمام،عليك أن تحتفظ بهذه الصور،وتتدرب على تقييمها والمقارنة بين عدة حمامات للوقوف على المميزات والعيوب،وما هو مرغوب من صفات يجب أن تتوفر في الطائر وفقاً للمواصفات الخاصة بالسلالة.
٦_ لا تتكبر في أن تسأل أصحاب الخبرات وأن تتناقش معهم في تقيم بعض الحمام سواء بوجود حمام فعلياً أو من خلال صور جيدة وواضحة للحمام.
٧_ يجب أن تنمي ملكة تطبيق المواصفات عملياً بشكل دائم،لأن هذه المهارة إذا أهملتها قد تضعف أحياناً.
والآن ننتقل إلى نقطة جديدة،والإجابة على هذا السؤال:
متى تظهر مهارة التقليب العملي عند الهاوي؟
١_ تظهر مهارة الهاوي عندما يذهب لشراء حمام لنفسه أو لغيره فيشتري الحمام الجيد، لأنه يجيد مهارة تطبيق المواصفات عملياً.
٢_ تظهر أيضاً هذه المهارة عندما يؤخذ رأي الهاوي ويكون لديه الإختيار السليم للحمام الأفضل،لأنه يجيد مهارة التقليب عملياً.
٣_ تظهر مهارة التقليب العملي أيضاً عندما يقوم الهاوي في نهاية الموسم بتقيم حمامه،فينتخب الأفضل،ويستبعد الضعيف، بناءاً على معرفته بالمواصفات الخاصة بالسلالة المستهدفة من التقيم.
٤_ تظهر مهارة الهاوي في التقليب عندما يقوم بالتحكيم في محاسنة أو في المعرض،فيظهر براعة في إختيار الأفضل.
ويعتبر التحكيم هو في قمة مهارة الإكتساب العملي والتطبيقي للمواصفات القياسية للحمام.
إذ يكون الحكم هو من أفضل الهواة الذين لديهم مهارة التقليب عملياً للحمام.
والآن لدينا سؤال مهم أيضاً:
هل يجب أن يلم الهاوي بمعرفة المواصفات القياسية نظرياً وعملياً لكل أنواع وسلالات الحمام؟
بالنسبة لنا في مصر، يقاس الهاوي الذي يعد من حريفة الهواية، بمعرفته بالمواصفات النظرية والعملية لكافة أنواع الحمام المصري المتاح لدينا.
والهواة الذين تم إختيارهم للتحكيم في المعارض التي أقيمت، كانوا هواة يتميزون بمعرفتهم بالمواصفات النظرية والعملية لكل أنواع الحمام الغزار،وأيضاً المراسلات المصري،وكان الهاوي يقوم بالتحكيم بالمشاركة مع آخرين، وهم أعضاء لجنة التحكيم،في كل الأنواع وليس بتخصيصه لأنواع دون الأخرى.
طبعاً هناك معارض أقيمت مؤخراً تم التحكيم فيها على بعض من سلالات الحمام المصري،مثل المراسلات المصرية،وهنا تم الإستعانة بحكام من المتخصصين في تربية المراسلات.
وأيضاً التحكيم على الحمام الشامي المستقر في مصر، الحلبي والعبسي والكركندي والشقلباظيات وأيضاً تم الإستعانة بحكام من المتخصصين في تربية الشوامة.
وعندما تم التحكيم على الكوشكات المستقرة في مصر بمعرض الألينز٢٠١٦،تم الإستعانة بحكام من أكثر وأكبر المتخصصين في تربية الكوشكات.
والأوربيين يميلون أكثر للتخصص في التحكيم، حيث يتم الإستعانة بحكام من المتخصصين في تربية النوع المستهدف من التقيم.
ويمكن أن يكون الحكم ملم بقدرة تحكيمية لعدة سلالات من الزينة العالمي، ولكن من الصعب أن يلم شخص واحد بالقدرة التحكيمية لكل أنواع الزينة نظراً لأن أنواع حمام الزينة كثيرة جداً تقدر ببضعة مئات من الأنواع.
طبعاً الحكم في البلاد المتقدمة في تربية الحمام، يتم تدريبه وإجتيازه لإختبارات،ويحصل على شهادات تثبت معرفته وإجادته للتحكيم،في سلالة أو بضعة سلالات من الحمام الزينة العالمي.
طبعاً فالحكم في الدول المتقدمة في تربية الحمام،بالإضافة إلى خبرته،التي إكتسبها يضاف لها تدريبه على التحكيم، وحصوله على شهادات تثبت ذلك، ويتدرج من حكم مساعد إلى حكم محلي، إلى حكم دولي،أي يخرج لممارسة التحكيم خارج بلده.
وهنا أحب أن أنوه إلى خطأ نقع به في مصر، فأحياناً أسمع من أحد الهواة أو أقرأ له،أنه يطلق على أحد محترفي الهواية في مصر، من من شاركوا في بعض المعارض التي أقيمت بتحكيم،فكان حكماً بها، أجد أن البعض يطلق على هذا الهاوي،لقب حكم دولي،وهنا الخطأ الذي نقع به هو كيف يكون حكماً دولياً في حين أنه قام بالتحكيم في مصر فقط،وعلى حمام محلي، وهو الحمام المصري،ولم يقم بالتحكيم في معارض دولية خارج القطر المصري،لأنه ببساطة حتى الآن لا يوجد معارض دولية تعتمد الحمام المصري،ضمن الحمام العالمي، بل يتم عرض حمامنا حتى لو بالخارج على نطاق ضيق جداً،وبمعارض محلية،وإذا تم عرضه بمعارض دولية،فلا يدخل ضمن حمام التحكيم.
فلا يوجد بمصر حكام غزار دوليين،لذلك أرجو تحري الدقة،عندما نطلق هذا اللقب أو نستخدمه في وصف أحد محترفي الهواية في مصر.
وهذا طبعاً لا يقلل من الشخص،فهو هاوي كبير ومحترف،ولولا ذلك ماكان تم إختياره للتحكيم في أحد المعارض،ولكنه حكم محلي، وليس دولي، وهذا من باب التدقيق في إختيار الألفاظ في موضعها السليم.
وهناك في تقيم الحمام أو التحكيم،طريقتين أساسيتين:
_ الطريقة الأولى:
التقييم بدون إستخدام النقاط أو الدرجات،ولكن إعتماداً على التصفية،أو الإختيار والفرز.
حيث يبدأ الهاوي الحكم، بنظرة عامة فاحصة،فيختار أفضل أفراد الحمام الموجود من السلالة التي يقوم بتحكيمها،وبالتالي يفرز الحمام الخارج عن المنافسة، أي ذو المستوى الضعيف، وهنا يبدأ مرة أخرى في مقارنة دقيقة بين أفضل الأفراد،ويستبعد الأقل،إلى أن يصل للحصول على الطائر الحاصل على المركز الأول،ثم الثاني وهكذا، حسب النظام المتفق عليه مسبقاً.
وحسب النظام الألماني في التحكيم يتم التقييم،بتسلسل:
المزايا_ الرغبات_ العيوب.
بمعنى أن ينظر إلى الطائر ويفحصه بدقة للوقوف على المزايا الموجودة به،ثم ما هي الرغبات أي لو كانت هذه الميزة بالشكل الفلاني كان أفضل،أي ما هو المرغوب في شكل هذه الميزة،في الطائر المثالي وفقاً للمعايير الخاصة بالسلالة.
ثم يدقق ليحدد العيوب.
وقد يعطي للطائر،تقييم عام يقع تحت واحدة من هذه الرتب:
١_ متميز:
هي أعلى وأفضل رتبة ممكن يحصل عليها الطائر،وهو الذي يحمل مواصفات كادت أن تكون قياسية أو قريبة جداً منها.
٢_ ممتاز:
هي رتبة يحصل عليها الطائر إذا إستوفى المتطلبات التي تقربه لنيل رتبة المتميز السابقة، إلا أنه لم يأخذ رتبة متميز،لأنه وجد به بعض هنات قليلة،أو عيوب طفيفة جداً غير مؤثرة،أو يكون أحد أعضاء لجنة التحكيم معترض على نيله رتبة متميز،فيحصل فقط على رتبة ممتاز.
٣_ جيد جداً:
يحصل الطائر الذي تتوفر فيه كل المميزات بدرجة عالية،على رتبة جيد جداً، مع ملاحظة أنه أقل من المتميز والممتاز.
٤_ جيد :
رتبة تشير إلى أن الحمامة،قد أظهرت بعضاً من أوجه القصور الطفيفة،ولكنها لم تظهر أي عيوب بارزة في الإنطباع الكلي الذي تركته لدى المحكمين.
٥_ مقبول :
رتبة تحصل عليها الحمامة التي يبدو أنها مناسبة للإستيلاد” أي الفرخ" ،على الرغم من العيوب الموجودة فيها.
٦_ غير مقبول :
تحصل على هذه الرتبة الطيور التي فيها عيوب تبعدها عن المنافسة، وأيضاً الغير صالحة للإستيلاد” أي الفرخ" .
بالإضافة إلى الستة المصطلحات السابقة في علامات تقيم الحمام بالمعارض الألمانية، هناك مصطلحات أخرى،وهي:
دون تقييم أو غير مقيمة_ وغير معروفة.
هذه طريقة في التقييم أو التحكيم.
_ الطريقة الثانية:
التقييم بإستخدام درجات أو نقاط التحكيم.
وهي تعتمد على الدرجات أو النقاط،المحددة مسبقاً لكل سلالة،أو كل نوعاً من الحمام.
فيتم عادة تقسيم ١٠٠درجة، أو نقطة، على أجزاء ومناطق التقييم في الحمامة.
وعند التقييم يحدد الحكم، كم من الدرجات يستحق هذا الطائر من ١٠٠ درجة، وبناءاً عليه،يتم تحديد قيمة هذا الطائر.
وأعلى الطيور في السلالة أو النوع حصولاً على الدرجات، هو الذي يستحق المركز الأول،وهكذا الثاني،فالثالث.
أو حسب النظام الموضوع مسبقاً في لائحة التحكيم.
والحقيقة أنا كتبت وتكلمت مراراً وتكراراً أن طريقة التحكيم بإستخدام درجات أو نقاط التحكيم هي الأفضل والأنسب لحمامنا المصري،وهذا ليس طبعاً من فراغ،وعن تجربة، فعندما حدث إختلاف في التقييم في بعض المعارض، حول بعضاً من الحمام،لجأ الحكام لإستخدام التحكيم بالنقاط وكان هذا هو الحل لفض الإشتباك.
وجديراً بالذكر أنني نشرت عدة مقالات من قبل عن التحكيم وهي متاحة على صفحتي الشخصية لمن يريد الرجوع إليها لقراءتها.
الآن أكتفي بهذا القدر،مع وعد باللقاء في الجزء الثالث من هذه السلسلة، لنستكمل معاً حديثنا عن الأبعاد المختلفة للمواصفات القياسية للحمام.
مع تحياتي لكافة أصدقائي الهواة.
أخوكم كرم فريد.
١٠_٩_٢٠١٩.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق