ألوان ومسميات العيون في الحمام الغزار _ الجزء الثاني


(ألوان ومسميات العيون في الحمام الغزار_الجزء الثاني):_
_ مقدمة:_
نستكمل معاً بحثنا عن ألوان ومسميات العيون في الحمام الغزار،وذلك طبعاً لأهمية هذا الموضوع الحيوي،والشائك،وفيه الكثير من اللبس،والتناقض أحياناً،لذلك قررت خوض هذا الموضوع،ومناقشته من عدة إتجاهات فنية وعلمية.
بعتذر عن الإطالة في مقالات هذه السلسلة،ولكن فعلاً الأمر هام ويحتاج إلى المزيد من التفاصيل ،ويمكن أن تأخذ المقالة نسخ،ثم تحفظها لديك وتقسم قرائتها.
صدقوني هذه المقالة التي قد تقرأها بالكثير جداً في ساعتين،أخذت مني فترة إعداد حوالي عاماً كاملاً.
وهي دسمة بمعلومات فنية ،وتاريخية،وعلمية،كثيرة جداً.
المعلومات الخاصة بوراثة العيون،هي معلومات مترجمة ،بفضل الله تنشر لأول مرة باللغة العربية عن طريقنا.
أرجو أن ينال هذا العمل رضاكم وإعجابكم،وأن يكون مفيداً لكم يا أصدقائي الهواة المحترمين.
نبدأ في موضوعنا ،ونستكمل من حيث توقفنا في المقالة السابقة.
_تابع: أولاً:التركيب الفني للعيون في الحمام الغزار:_
3_ الدائرة أو الحلقة أو الإطار الخارجي للعيون:
قلنا سابقاً،لدينا دائرة مركزية،وهي النيني أو إنسان العين،أو الحدقة،يحيط بها دائرة رفيعة ،تحدثنا عنها بمزيد من التفصيل سابقاً.
ثم يحيط بها الإطار الخارجي للعين ،وهو موضوع شرحنا في السطور التالية:
تعتبر هذه الدائرة أو الحلقة أو الإطار الخارجي للعين ،هي أساس تقييم لون العيون فنياً.
مثلاً عندما نقول أن العيون ياقوتي،أو زيتي ،أو بيضاء ألماس،أو عراقي ،أو نبيذي،أو عقيقي،أو لارنجي،فنحن في الحقيقة نصفها بهذه المسميات على أساس ،لون هذا الإطار الخارجي للعيون.
إذن يمثل الإطار الخارجي للعيون،أو الحلقة الخارجية،أو الدائرة الخارجية،اللون الأساسي للعيون من الناحية الفنية.
فنحن عندما نصف العين بأنها غامقة أو فاتحة مثلاً،فالمقصود هنا الإطار الخارجي للعيون.
وقد أطلق على هذه الحلقة،في الهواية المصرية ،عدة مصطلحات ،وهي:
١_الحزام: كما قلنا سابقاً أطلق على هذه الدائرة الخارجية للعين إسم حزام.
وهنا نسجل الإختلاف والتناقض،لأن نفس مصطلح الحزام أطلق أحياناً على الحلقة الوسطى المحيطة بالنيني.
٢_الداير:أطلقت كلمة داير العين ،في كتاب:الحمام وتربيته،تأليف المهندس عبد الغني غنام ،المطبوع عام١٩٣٦،على هذه الحلقة أو الإطار الخارجي للعين،والحمد لله أن هذا المصطلح تم إستخدامه فقط للدلالة على الحلقة الخارجية للعين،إذن لا يوجد لبس أو تناقض في إستخدامه ،على عكس كل المصطلحات الأخرى،كما ظهر فيما قلناه سابقاً،أو ما سنقوله لاحقاً.
٣_ الكنار: فهذا المصطلح تم إستخدامه،للدلالة على الإطار الخارجي للعين.
وأبرز من إستخدم هذه الكلمة ،لتعني الحلقة الخارجية للعين،هو الهاوي الكبير الراحل،الأستاذ الدكتور عاصم أحمد عبد العظيم.
في مقالة لسيادته ،بمجلة بيتزو،العدد الرابع عام٢٠٠٠،كانت المقالة بعنوان: المواصفات القياسية للحمام الصوافة،كتب الدكتور عاصم:
(العين:
متوسطة الإتساع ألى أعلا فقط وتحتل موقعاً مركزياً في الرأس،النني مستدير وأسود لامع والضرب_أول حلقة حول النيني_أبيض شاهق،والكنار_الإطار_الخارجي للعين يتناسب مع درجة الصبغيات الموجودة في الطائروالتي تظهر على ريش الرقبة فمثلاً الكنار أحمر غامق_نبيذي_في الكشميري وأفتح قليلاً في درجة الإحمرار في الصافي السكري،أما في الصيني والصافي ذو الرقبة الخضراء فيكون الإطار الخارجي للعين مبرقشاً بمزيج من الأحمر والزيتي الغامق_أخضر زيتوني_).
وكما قلنا سابقاً أن كتاب:المواصفات القياسية لحمام الغزار المصري ،المطبوع عام١٩٩٦،إستخدم مصطلح كنار عدة مرات للدلالة على الإطار الخارجي للعين.
وأيضاً قد إستخدم الكلمة بنفس المعنى ،أي للدلالة على الإطار الخارجي للعين ،الهاوي والعلامة القدير ،الأستاذ ماهر حزين ،ربنا يبارك لنا في عمره وصحته،وقد وردت الكلمة في عدة مواضع بمقالات لسيادته في موقع الحمام المصري (تأسيس الأستاذ محمد محمود عبود).
وهنا وبكل أسف ،نرصد تناقض في إستخدام هذا المصطلح.
فكلمة كنار هل تعني الحلقة المحيطة بالنيني ،كما يرى فريقاً من الهواة؟!
أم كلمة كنار تعني الإطار الخارجي للعين ،كما يرى ذلك فريقاً آخر من الهواة؟!
ولنا عودة للكلام عن كلمة كنار بعد قليل.
٤_ الضرب:فقد جاء إستخدام لكلمة الضرب ،لتدل على الإطار الخارجي للعين،في كتاب:الكلام الوافي في فرخ الحمام الصافي ،من تأليف الهاوي الكبير ،الأستاذ محمد أبومصطفى، وهكذا إستخدم سيادته الكلمة في عدة مواضع من كتابه:مواصفات وأسرار الحمام الغزار، فهو إستخدم كلمة الضرب ليدلل بها على الإطار الخارجي للعين أو الحلقة الثالثة للعين.
وقد إستخدم الكلمة بنفس المعنى،الهاوي المحترم المهندس إسلام البدري،أي كلمة الضرب بمعنى الإطار الخارجي للعين ،وقد ورد ذلك في عدة مواضع من منشوراته وأفلام الفيديو الخاصة به.
وطبعاً من جديد نرصد التناقض في إستخدام هذا المصطلح.
فهل الضرب هو الإطار الخارجي للعين كما يظهر في كتابات الهاوي المحترم الأستاذ محمد أبو مصطفى،وهكذا في منشورات الهاوي المحترم المهندس إسلام البدري؟!
أم الضرب هو الإطار الرفيع المحيط بالنيني،كما يظهر في كتابات الهاوي الراحل الدكتور عاصم؟!
هنا يظهر الإختلاف بوضوح في إستخدام هذا المصطلح،مما يوقع الهواة في الحيرة،ليفهم ماهو الجزء المقصود من العين.
وبعد قليل سأقول نتيجة بحثي حول هذا المصطلح،فأنا قلتها سابقاً ،لكن سأعود أشرح ذلك بالتفصيل.
٥_ الضريبة:ظهرت كلمة الضريبة للدلالة على الإطار الخارجي للعين،في كتابات وأفلام فيديو،وتعليقات للهاوي والصديق المحترم ،الأستاذ هيثم حلاوة،وقد إنتشر هذا الإستخدام على الفيس بوك ،نقلاً عن الأستاذ هيثم حلاوة.
المشكلة هنا أيضاً هي في التناقض في الإستخدام للمصطلح ،فقد تم إستخدام كلمة الضريبة لتعني الحلقة التي حول النيني ،وذلك في عدة مواضع بكتاب: المواصفات القياسية لحمام الغزار المصري،المطبوع عام١٩٩٦.
وسأعود أشرح وجهة نظري،بإثباتات طبعاً ،حول كلمتي أو مصطلحي الضرب والضريبة،ولكن بعد أن أتحدث تشريحياً ،وفنياً،وعلمياً،عن الإطار الخارجي للعين في الحمام الغزار.
_ تمثل الحلقة الخارجية في عيون الحمام،أو الإطار الخارجي في عيون الحمام ،أو الدائرة الخارجية في عيون الحمام،الجزء الأكبر من الحجم الكلي للعين(الحجم الذي نراه عند تقييم العيون من الناحية الفنيةوليس الحجم التشريحي)،أو الجزء الأكبر من قطر العين.
ونحن طبعاً كهواة ومربيين للحمام،نلاحظ اللون الموجود في هذه الدائرة،وبمعرفتنا السابقة بالمواصفات القياسية للحمام،ومن هذه المواصفات ،مواصفات العيون وخصوصاً لونها.
فنحن نشاهد التلوين الأكبر موجوداً بهذه الحلقة،وعلى هذا الأساس ،نعطي التقييم الفني ،هل العين لونها جيد ،مطابق للمواصفات الخاصة بالسلالة،أم لا؟
وهذه الحلقة الملونة،تمثل تشريحياً الطبقة القزحية من العين،فقد نرى الصبغة الأساسية للقزحية،أو نرى مؤثرات تغطي على الصبغة الأساسية للعين. مثال عملي ،لتقريب الشرح ،من حمامنا الذي يمتاز بعيون بيضاء،مثلاً العين عندما تكون شاهقة البياض،والتي نطلق عليها عين ألماس(بالعامية ألماظ)،فهي تظهر بوضوح هنا الصبغة الأساسية للقزحية،وتسمى هذه الصبغة guanidine،لكن في حالة مثلاً أن العين بيضاء مزركشة بإحمرار،فهنا هذا الإحمرار،ليس في حقيقته صبغة لونية ،ولكنها مجرد نسبة من الأوعية الدموية،تتداخل مع لون صبغة العين الأساسية(أو الصبغة الأساسية التي تلون القزحية)،وأحياناً تزيد جداً نسبة الأوعية الدموية هذه ،فنرى وكأن العين حمراء،كما في العين المسماه بالعراقي ،وأيضاً العين النبيذي في الحمام الصافي،وفي الحقيقة ،أن اللون الأحمر هذا ماهو إلا كمية من أوعية دموية بالعين،لأن من الناحية العلمية ،لا يوجد حتى الآن صبغة حمراء في عيون الحمام.
وهنا نستدل على اللون الأساسي لصبغة العين ،من الإطار الأبيض الشاهق الذي يحيط بالنيني.
وهنا معنى أن هذه الحلقة المحيطة بالنيني بيضاء،إذن الصبغة الأساسية للقزحية هي صبغة guanidineالتي تظهر بيضاء اللون.
والقزحية،والتي تسمى في الإنجليزيةIris أو Iris of eye،هي طبقة في الحقيقة لا تواجه البيئة الخارجية مباشرة،بل يكسوها طبقة خارجية ،هي القرنية، ولكن لأن القرنية شفافة،مما يسمح لنا برؤية الصبغة التي تفرزها خلايا صباغية تجعل القزحية ملونة بلوناً ما (مثلاً أبيض أو برتقالي كما سنشرح بالتفصيل فيما بعد)،أو بمعنى أدق تجعل الوجه الخارجي الذي نشاهده من القزحية ملوناً بلون ما.
معلومة مهمة أحب أن أقولها ،لأننا سنحتاج لها فيما بعد،وهي:
أن القزحية لها الوجه الخارجي،الذي يكون في معظم حالات العيون ملون بلوناً ما،أبيض مثلاً في بعض العيون،وأورنج في بعض العيون،وفي نفس الوقت،يقابل هذا الوجه الخارجي للقزحية ،الجانب الداخلي منها ( من فضلك تذكر هذا الجانب الداخلي من القزحية،أو الجانب الخلفي للقزحية،أو بمعنى آخر ظهر القزحية،لأهمية هذا في شرح بعض العيون كما سيجئ فيما بعد).
_ أحياناً نلجأ في الشرح للإعادة،وذلك فقط لتثبيت المعلومات أكثر،وأيضاً لتوضيح بعض النقاط،نظراً لأن الموضوع ليس سهلاً،كما أنه فيه الكثير من اللبس والتناقض أحياناً في كثير من المعلومات.
بهذا نكون حدثنا حضراتكم،عن التركيب الفني للعيون في الحمام الغزار،وفي الجزء التالي،سنتحدث عن كل ألوان العيون المعروفة في الحمام الغزار.
فيما بعد سنتحدث عن نتائج البحث عن مصطلحي الضرب والضريبة.
ثم نتحدث عن الجانب العلمي الجيني لعيون الحمام.
ونقاط أخرى في موضوع ألوان ومسميات العيون في الحمام الغزار،هي موضوع إهتمامنا وتركيزنا ،في هذه السلسلة.
أكتفي بهذا القدر،على وعد باللقاء مع الجزء الثالث بإذن الله تعالى،من هذه السلسلة.
مع تحياتي لكم جميعاً أحبائي وأصدقائي هواة الحمام المحترمين.
أخوكم كرم فريد.
٢١_ ٦_٢٠١٩

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق