( أهمية علم الجينات للهواية في مِصر):_
(المقالة الأولى):
كان هُناك مُنذُ ما يقرُب من عاماً مضى،عدة جلسات جمعتني مع إخوة أفاضل من هواة الحمام،وتحدثنا في أمور عديدة،ومنها تطرقنا لعلم چينات الحمام.
ولكن كانت هُناك أصواتاً تقول: أن علم الچينات هذا علماً لا قيمة لهُ،وغير مُفيد.
وقيل أيضاً لعلهُ يُفيد فقط المُبتدئين،وليس الهواة الفريخة ذوي الخبرات.
والحقيقة أن هذه الآراء السلبية،تدُل على سطحية قائليها،أو لم يصل إليهُم أهمية وقيمة هذا العلم.
وطبعاً هذا لأنهم لم يُكلفوا أنفُسهم أقل جُهد للإطلاع على هذا العلم.
وهُنا سأُحاول أن أتحدث إلى حضراتكُم عن قيمة،وأهمية هذا العلم للهواة المصريين
،وما هي أوجه الإستفادة منهُ؟.
_ لعلم چينات الحمام أهمية كبيرة في الهواية، ويُمكننا أن نُلخص أهمية هذا العلم في النقاط التالية:
_ أولاً: أهمية علم الچينات في دوره لتصحيح مفاهيم ومعلومات خاطئة كثيرة مُنتشرة بين الهواة في مِصر:_
الحقيقة أن تكرار الأخطاء التي يقع فيها الكثير من الهواة في مِصر،عند حديثهُم عن الحمام،هو أحد الأسباب التي دفعتني،لكتابة هذه السلسلة.
فمعرفتنا بعلم چينات الحمام ستجعلنا نُصحح هذه المفاهيم الخاطئة التي يقع فيها أغلبية الهواة، عند حديثهُم ومُناقشاتهُم عن الحمام.
وسأُعطي أمثلة لهذه المفاهيم الخاطئة:
١_ يُقال أن هُناك ٥ ألوان أساسية في الحمام،وهي:
الأبيض_ الأصفر_ الأحمر_ الأزرق_ الأسود.
والحقيقة أن هذا علمياً،كما يُثبت علم چينات الحمام، كلاماً غير سليماً.
فما هو رأي علم چينات الحمام في هذه المسألة؟.
علم الچينات في الحمام أثبت أن هُناك ثلاثة أصباغ أساسية،وهي:
_ البلو بلاك: أي أزرق وأسود معاً،فهذه صبغة واحدة.
_الآش رِد،أي الأحمر الرمادي.
_ البراون،أي البُني.
هذه هي الأصباغ الثلاثة الأساسية،ومنها خرجت كافة الألوان بلا إستثناء بسبب الطفرات.
وهذه الأصباغ أيضاً هي الألوان الحقيقية،بمعنى أن أي طائراً من طيور الحمام، مهما كان لونهُ الذي يظهر عليه للعين،فهو في حقيقته، واحداً من هذه الألوان الحقيقية الثلاثة،حيثُ يُوجد في تركيبة الحمام الچينية موقعاً يحتوي چينات اللون الحقيقي للطائر،وهي واحداً من الثلاثة الألوان المذكورة.
وسأُعطي أمثلة للتوضيح:
_ الأحمر السادة الغُزار:
فهذا اللون الذي نراهُ على الأحمر الغزار،ليس من الأصباغ الأساسية الثلاثة المذكورة،إذن فهو ليس واحداً من الألوان الحقيقية الثلاثة.
لذلك فلازم يكون لونه الحقيقي:
_ إما بلو(مثل الإزازي).
_ إما آش رِد( مثل البديري أو الحيمري).
_ إما براون(بُني).
ولكننا نراه بلون آخر نتيجة چينات إستطاعت أن تُغطي لونه الحقيقي،لقُدرتها على ذلك متى وجدت.
وهذا اللون الذي يظهر على الأحمر الغُزار،هو : الريسيسيڤ رِد(أي الأحمر المُتنحي)،وأعطى علماء الچينات لهذا الچين رمز:e.
ويُكتب الحرف صغيراً لأنه يُعبر عن چين متنحي.
فإتضح أن وجود هذا الچين في كل خلية من جسم الحمامة،بشكل زوجي، أي: (e//e)،بمعنى إثنين من هذا الچين،يستطيعون حجب اللون الحقيقي،وتغطيته،فلم يظهر.
هو لم يظهر لكنه موجود في التركيبة الوراثية،ومن المُمكن أن يظهر،حينما تُتاح الفُرصة له.
جديراً بالذكر هذا الچين مُتنحي وغير مُرتبط بالجنس.
_الأسود السادة الغُزار:
فهذا اللون الذي نراه على الأسود الغَزار،هو لون مُعدل.
بمعنى أن لونه الحقيقي هو: بلو، لكن نظراً لوجود چين يُسمى: چين الإنتشار، يُعدل لنا اللون فنراه أسود بالكامل.
وچين الإنتشار چين سائد، غير مُرتبط بالجنس، ورمزه الچيني: S، ويُكتب الرمز بحرف كبير،لأنهُ يُعبر عن چين سائد.
_ الصافي السُكري:
هذا اللون الذي نراه أبيضاً به ريشات صفراء في الرقبة، يُسمى: سبلاش.
فما هو اللون الحقيقي لهذا الطائر؟.
لونه الحقيقي هو: آش رِد.
أي لونه الحقيقي مثل البديري (أو السبربيه).
ولكي تظهر ريشات الرقبة بلون أصفر معنى هذا وجود چين التخفيف،چين الدليوت، الذي يحول اللون الأحمر إلى الأصفر.
_ أردتُ بهذه الأمثلة القليلة أن أُحدثكُم عن مفهوم اللون الحقيقي،ومفهوم الأصباغ الأساسية.
_ بطريقة مباشرة علماء الچينات يقولون أن الحديث عن ألوان أساسية وأُخرى غير أساسية أمراً غير دقيق.
_ولكننا يمُكننا أن نتكلم عن ألوان رئيسية تكون موجودة في أغلبية عائلات الحمام.
_ فالأبيض،والأصفر،والأحمر، والأزرق،والأسود،هي ألوان ٥ رئيسية،مُتاحة في أغلبية مجموعات الحمام، سواء المصري أو الزينة العالمي.
ويوجد فرقاً كبيراً بين أن نقول ألوان أساسية،أو أن نقول ألوان رئيسية.
فالتدقيق في العلم أمراً حتمياً.
_في نهاية هذه الجُزئية أُحب فقط أن أُشير،أن هُناك حماماً،هو له أحد الأصباغ الأساسية،ويظهر عليه اللون الحقيقي،بدون چينات تؤثر أو تغطي معالم الصبغة الأساسية،أو اللون الحقيقي، مثال على ذلك:
الإزازي_ والبديري_ والحيمري.
فكُل منهم له صبغة أساسية، ويظهر أيضاً عليه لونه الحقيقي.
الآن ننتقل لنقطة جديدة.
_________________________
٢_ في أحد المعارض وكان هُناك تحكيماً على المُراسلات المصري، فكان من ضمن المعروض،مُراسلة أزرق مفصص،فقال أحد أعضاء لجنة التحكيم في شرحهُ، أن هذا أبويه أزايزة(أو زُرق)،
وهذا من الناحية العلمية كلاماً غير سليماً،لماذا؟.
لأن المفصص هذا هو نمط من الأنماط الأساسية في الحمام،نمط التشيك،وعلمياً چينات هذا النمط توصف بأنها سائدة، فهي سائدة على نمط البار،أي ذو الخطين، فعلمياً الطائر ذو البار، لا يستطيع أن يحمل الچين السائد التشيك، وبالتالي من المستحيل علمياً أن يفرخ الأزايزة ذات الخطين،نمط المفصص،لذلك نقول أن هذا خطأ علمي يقع فيه الكثير من الهواة،نتيجة عدم معرفتهم بأصول علم چينات الحمام،حتى الأساسيات منها.
ننتقل إلى نقطة أُخرى.
_________________________
٣_ يقول بعض الهواة أن الأسود بيلمع ويُطفأ، بمعنى أن مثلاً الأبلق الأسود قد يأتي سواده بيلمع،أو يأتي مطفي،فهذا عادي ولا يعيبه، وهُنا خطأ فني،وقع فيه البعض،ولكن بالرجوع لعلم چينات الحمام،نستطيع أن نفهم،سبب اللون الأسود اللامع،أو سبب أن اللون الأسود يأتي أحياناً مطفي.
طبعاً فنياً لازم الأبلق الأسود تكون أكتافه سوداء لامعة، فمواصفاته النموذجية أن يكون لامعاً السواد،وما دون ذلك يُعتبر عيباً في مواصفاته.
والعنبري الأسمر لازم من مواصفاته النموذجية أن يكون لامع السواد،وإذا كان دون ذلك فهذا عيباً به.
وإليكم رأي علم چينات الحمام في هذه النقطة:
كما قلتُ سابقاً أن اللون الأسود،هو نفسه اللون البلو(الأزرق)،مع وجود چين تعديل يدخل على البلو، فيحول اللون إلى أسود
،يغطي اللون، ويغطي أيضاً النمط الأساسي،أي إن كان.
هذا هو ما يقوم بعمله چين الإنتشار،رمزه S، وهو چين سائد،يكفي منه نُسخة واحدة ليجعل البلو،أسود بالكامل.
ولكن وجد أن وجود نُسختين يجعل السواد أقوى،ولامعاً.
فهذا أحد أسباب أن السواد يكون أحياناً قوياً ولامعاً، وجود نُسختين من چين الإنتشار في كُل خلية من خلايا جسم الحمامة،أما لو وجدت نُسخة واحدة من الچين في كل خلية من خلايا الجسم،هُنا يظهر السواد كالحاً أو مُطفأ.
ومعنى وجود نُسختين من الچين هو أن هذا الطائر في هذه الصفة، هو نقي أو بيور.
يُعبر عنها بكلمة هومو زايجوس،أما لو وجدت نُسخة واحدة،فيكون في هذه الصفة ليس نقي أو ليس بيور،ويُعبر عنها بكلمة هيترو زايجوس.
ويوجد سبب آخر يجعل السواد كالح أو مُطفأ،أو يظهر مع السواد نمط الطائر الأساسي،مثال أثر للخطين أو البار،أو تفصيص،هنا حدث هذا بسبب أن الچين معيب،ولم يستطيع أن يقوم بعمله،كعيب في الچين نفسه.
ننتقل إلى نقطة جديدة.
_________________________
٤_يُقال أن لون الدبكين في الأبلق الأخضر،رمادي،ومن الخطأ أن يُقال أن لون الدبكين أسود،وأيضاً الإزازي الغُزار،لون الدبك فيه رمادي وليس أسود،ومن الخطأ أن نصفه بالأسود.
وهذا الكلام غير سليماً علمياً.
ومعروفاً في علم چينات الحمام أن لون البار(الخطين) هذا في اللون البلو(الأزرق)، هو أسود اللون.
وأحياناً يتغير اللون من الأسود إلى ألوان أُخرى كنتيجة لوجود چين يستطيع تغير لون الخطين إلى لون آخر.
كأمثلة على الچينات التي تغير لون الخطين،چين أوبال، وچين توي ستنسل.
إذن لا خطأ نهائياً في أن نصف الدبكين في الأبلق الأخضر،أو في الأزايزة، بأنهم بلون أسود.
ننتقل إلى نقطة أُخرى.
_________________________
٥_ يُقال أن لون العيون في الحمام دائماً مُرتبطاً بلون ثوبه.
وهذا الرأي يفتقر كثيراً إلى الحقيقة،فليس دائماً سمة إرتباط بين لون العيون ولون الريش.
ففي علم چينات الحمام، لم يُرصد حتى الآن إلا ثلاث حالات،يحدُث فيها إرتباط بين الچين المؤثر على ظهور اللون على الريش،أو ظهور اللون في قزحية العين.
هذه الحالات هي:
_ الأولى: الأبيض المُتنحي:
أو الريسيسيڤ وايت،وهو الأبيض الخالص تماماً، وعيونه سوداء.
مثل الحجري، والبنيدي كوشوك،والأبيض الشقلباظ، والمُراسلة الأبيض.
فهذا الأبيض المُتنحي، سُمي مُتنحي،لأن الچين الذي يتحكم في ظهوره،چين مُتنحي،ولكي يظهر هذا الأبيض المُتنحي يلزم وجود عدد ٢ چين منه،في كل خلية من خلايا جسم الحمامة.
وإذا كان بطائر الحمام چين واحد فقط فيكون هذا الطائر حامل فقط للچين ولا يظهر الأبيض المُتنحي.
هذا الچين ببساطة يعمل شيئين في وقت واحد.
يمنع ظهور أي صبغة لأي لون في الريش،فيظهر الطائر أبيض،وبمعنى أدق يظهر الطائر بدون صبغة على الريش.
وفي نفس الوقت الچين نفسه،يمنع أن يظهر أي تلوين على الجانب الخارجي لقزحية العين،فتظهر العين وكأنها سوداء تقريباً.
_ الثانية: الأبيض الألبينو:
وهو الذي يشبه في حمامنا المصري،المُراسلة الأبيض الأجهر،وهو أبيض تماماً، ولكن عيونه قُرنفلية.
ويتحكم في ظهور هذا الأبيض الألبينو،چين مُتنحي،لذلك لكي يظهر الطائر أبيض ألبينو، يجب أن يتواجد بكل خلية من خلايا جسم الحمامة، عدد ٢ چين، من الچين صاحب صفة الأبيض الألبينو،وإذا وجد بالطائر چين واحد فقط، فهو لن يظهر أبيض ألبينو،ولكن يكون فقط حامل للچين.
فهذا الچين يعمل على شيئين،فيمنع أن تظهر على ريش الطائر أي صبغة،من أي نوع،وفي نفس الوقت يمنع العين من أن تتلون بأي لون.
حتى السطح الداخلي للقزحية،يمنعه من تكوين الصبغة الغامقة التي نراها في عيون الأبيض المُتنحي السابق ذكره،ويمنع أيضاً السطح الخارجي من قزحية العين،من تلوينها بأي لون.
فهذا اللون القُرنفلي الذي نراه بالعين،ماهو إلا مجموعة الأوعية الدموية التي بالعين،مع عدم وجود أي صبغة بالعين.
فهو چين متعدد الأثر.
هذه حالة ثانية وجدت يوجد إرتباط بين ما يظهر على الريش والعين في وقت واحد.
مع التشديد على أننا في أي أبيض، أمام ريش بدون صبغة.
عديم الصبغة أو عديم اللون.
حتى لو كان بداخل الطائر چينات محجوبة لصبغات لونية،لكنها لم تستطيع الظهور والتعبير عن نفسها، على أقل تقدير،سيكون موجوداً بداخله،أي بتركيبته الچينية اللون الحقيقي الذي تحدثنا عن وجوده سابقاً في كل طيور الحمام المُستأنس،المُنحدرة من الحمام البري الصخري: كولومبا ليفيا.
_ الثالثة: حالة العين التي تُسمى بالإنجليزية: Cracked Eye،وتُترجم الكلمة: العين المُتشققة،أو العين المكسورة، أو المُنكسرة،وهي تصف العين عندما تكون جُزءاً منها أبيض،والجُزء الآخر أسود.
أو جُزءاً برتقالي،والجُزء الآخر أسود.
فإتضح أن هذا يحدث بسبب أن هذه العين تقع في مكاناً،من حيثُ الريش به بياض،أي إنعدام صبغة، فبسبب الچين الذي أثر على عدم وجود صبغة في هذا الجُزء،هو نفسه عمل على عدم تلوين جُزءاً من قزحية العين،فظهرت العين بجُزء ملون وجُزء أسود.
هكذا نجد الحالات الثلاثة التي حدث فيها ربط بين ما يحدُث في الريش من عدم وجود صبغة،وتأثير نفس الچين على لون العين.
عدا ذلك لا يوجد.
لأن الچينات التي تتحكم في لون العيون،هي چينات مُستقلة تماماً،عن الچينات التي تتحكم في لون الريش.
أهم عيون معروفة لدينا في حمامنا المصري،هي:
_ العيون البيضاء(وتظهر بعدة أنماط).
_ العيون البُرتقالي(وتظهر بعدة أنماط).
_ العيون الخضراء(وتظهر بعدة درجات).
وهذه جميعها من الناحية العلمية لها چينات معروفة خاصة بها،تعمل مُستقلة تماماً عن الچينات الخاصة بلون الريش،وقد أفردنا بحثاً كبيراً عن هذا الموضوع نشرناه مُنذُ فترة بعنوان:
مُسميات وألوان العيون في الحمام المصري الغُزار.
فهُنا نؤكد أن الچينات الخاصة بعيون الحمام،وهي ،العيون: (البيضاء_ والبرتقالي_ والخضراء)، هذه چيناتها تعمل بدون أي إرتباط باللون الذي يظهر على الريش،وهذا كلاماً علمياً سليماً،لا فصال فيه.
وسأعود لتفاصيل أكثر في المقالة القادمة بإذن الله تعالى،من هذه السلسلة، لنستكمل نقاط أُخرى،خاصة بُمعتقدات الهواة،في موضوع ألوان العيون وغيره.
وسنقول رأي العلم بكل حيادية،وبكل تدقيق.
طبعاً يجب في نهاية المقال أن أؤكد على أننا نقوم بهذا العمل،ليس بهدف الهجوم على أي شخص،أو معاداة أي شخص،ولكن الهدف أن ننشر الفكر السليم،مع كامل الإحترام والتقدير لأصحاب الآراء التي جمعناها للرد عليها.
فالهواية تحتاج إلى التكاتف والعمل الجماعي،وكل شخص لديه معلومة،أو فكرة صحيحة ينشرها ويُكمل بها المنظمومة،فهذا في مصلحة الهواية،بعيدين كل البعد عن المصالح الشخصية وحب الظهور،وتمجيد الذات على حساب الأخرين،أو على حساب المعلومة السليمة.
فإلى اللقاء مع المقالة الثانية من هذه السلسلة بإذن الله تعالى.
مع تحياتي لجميع الأصدقاء الهواة.
أخوكم كرم فريد.
١٣_ ٦_٢٠٢٠.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق