تلقيت خبر وفاة الصديق الغالي،الأستاذ إبراهيم أبو محمد ،بتأثر شديد،وفعلاً كان خبراً مؤلماً جداً بالنسبة لي، لكننا لا نستطيع أن نعترض على إرادة الله.
الراحل الكريم كان رجلاً بسيطاً جداً، يدخل إلى قلبك من المرة الأولى التي تتعرف فيها عليه،وذلك لخفة ظله، وأثناء مجالسته لن تسكت عن الضحك.
قد تعرفت على الأستاذ إبراهيم عن طريق الأخ والصديق الأستاذ محمد برغوث،وكان أول لقاء معه بسوق السيدة عائشة،لن أنسى هذا اللقاء،أول لما دخل علينا سلم علي بحرارة، وبالأحضان،كأنه صديق لي من سنين طويلة،في حين أننا كنا نرى بعضنا لأول مرة.
وجلسنا نتحدث في الهواية، وأخذ رقم تليفوني،وأنا أيضاً أخذت رقمه،وكنا نتبادل السؤال على بعضنا.
وفي مرات كثيرة عندما كان يعلم بمرضي،يتصل بي بإهتمام.
وكنا كثيراً ما نتصل ببعضنا للمناقشة في الهواية،وكنا نختلف أحياناً لكن بكل الحب والمودة.
فهو في مجال الهواية رجل له فكر جيد،وأيضاً يحب أن يطلع على الجديد.
وكان متحمس لعلم الجينات، وكان يقول لي طالما العلم قال كلمته في أمر يبقى المفروض نأخذ بالعلم.
وكان يعتز بأستاذه الذي تعلم منه وهو الهاوي الكبير الراحل الأستاذ فؤاد حمدي.
وكثيراً ما كان يردد كلماته.
كان رجل له خبرة كبيرة في النش،وكان نفسه النش يكون قوياً وجيداً.
وكان أيضاً يود أن يتوحد الهواة في موضوع المواصفات القياسية للحمام المصري الغُزار.
قد أسعدني الحظ بمقابلته مرات عديدة في عدة محافل خاصة بالهواية،فهو كان محباً للكلام عن الحمام.
وله أسلوب شيق في الحديث عن الحمام، كما أنه له إسلوب عقلاني أو منطقي في الكلام عن الحمام.
مثلاً في مرة كنا نتحدث عن أثواب الحمام الصافي،وتغير الثوب عاماً بعد عام،فقال لي سؤالاً: ما هو لقب عائلتك فجاوبته،فقال لي الصح دلوقتي إنك عندما تشيب وتصبح كبيراً في السن تخرج من عائلتك ولا تكون من هذه العائلة،فضحكت وقلت له خلاص طالما إنت شايف كدة،فقال لي إذن الصافي عندما يتغير ثوبه نتيجة القلش وتقُدم عمرهُ سيظل صافي،حتى لو تغير إسم ثوبه.
وكان من آرائه في الحمام أيضاً أن الأبلق القشر بندق من عشرات السنوات كان يوجد منه قصير الوجه،وأنها ليست صفة مستحدثة عليه.
كان له رؤية أخرى خاصة بالحلس،فكان يقول أن الحلس هو من عائلة المسود، وكما يوجد أبلق أسود،هكذا يوجد المسود،والأبلق الأخضر يوجد في مقابله الحلس الأخضر، والأبلق زهر الكتان يوجد مقابله حلس زهري،والأبلق القشربندق يوجد مقابله حلس قشر بندق،والأبلق الأحمر،وأيضاً السكروتة،يوجد منه الحلس الذي يقابله،فهذا كان رآيه نتفق أو نختلف معه،لكن هو كان بيحب يفكر في الحمام، وكان يحب أن يتكلم عن الهواية بحماس شديد.
وكما كانت أول مقابلة بيني وبينه بالسوق هكذا كانت المقابلة الأخيرة في شهر يناير الماضي تقابلنا بالسوق وقضينا وقتاً طويلاً معاً، وذهبنا معاً لزيارة الهاوي الكبير الأستاذ سمير سلامة بمصر الجديدة،وكنا بصحبة مجموعة محترمة من الهواة.
والله يعلم ويشهد على صدق كلامي،منذ أيام قليلة كان في بالي،وقلت أنني أريد أن أُحدثهُ تليفونياً،لكن تحت ظروف ومشاغل الحياة، نسيت محادثته،وللأسف لم يسمح القدر بهذه المحادثة.
لن ننساك يا عم إبراهيم رحمة الله عليك يا رجل يا طيب.
نقدم خالص التعازي القلبية لكل عائلته،وأصدقائه ومحبيه.
كما أُبلغ عزاء الصديق الغالي المهندس صلاح شطا إلى كل عائلة وأصدقاء ومحبي الأستاذ إبراهيم أبومحمد.
حيث كان للراحل الكريم مكانة خاصة وكبيرة لدى المهندس صلاح شطا.
أخوكم كرم فريد.
٢١_٤_٢٠٢٠.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق