( هل سيأتي وقتاً يكون هُناك رضا عن حال الهواية في مصر)_ (المقالة الثالثة)



( هل سيأتي وقتاً يكون هُناك رضا عن حال الهواية في مصر):_
(المقالة الثالثة):_
نستكمل معاً ما بدأنا، وهي ورقة عمل نتقدم بها إلى كل هواة مصر،لعلها تكون ذات صدى،ويؤمن بأفكارنا بعض الهواة،ويعملوا على تنفيذها.
نبدأ في هذه المقالة،من الفقرة:
رابعاً: الحمام المصري الغُزار والمراسلات هو ثروة قومية تحتاج إلى إدارتها:
أي ثروة يُمكن أن تنمو وتزيد، ويُمكن أن تتبدد وتضيع،فيتوقف وضع هذه الثروة،على كيفية إدراتها، بشكل صحيح وسليم، يضمن الحفاظ عليها وتنميتها، وإلا إن لم توجد هذه الإدارة الرشيدة،حتماً ستضيع هذه الثروة.
هكذا حمامنا المصري من الغُزار والمراسلات،هو ثروة وصلت إلينا،إما أن نحافظ عليها ونُنميها،أو نتركها ونهملها،فتضيع وتنتهي.
ماذا سنفعل حينها؟.
هل سنتجه لتربية الحمام الزينة العالمي والزاجل فقط.
ونكون وضعنا بأيدينا نهاية لسلالات عريقة مصرية لا يوجد لها مثيل بالعالم كله، وإن وجد منها أي أنواع في أي مكان بالعالم،فهي معروف أنها مأخوذة من مصر.
لذلك نحزن كثيراً عندما نتصور أن سلالات الحمام المصري ممكن تضيع وتنتهي.
وعندما تناقشت مع بعض الأصدقاء حول فكرة ضياع الحمام المصري وإنتهائه.
وجدت البعض منهم يقول لي: أن هذا الأمر لا يُمكن أن يحدث،فالحمام المصري سيظل ولن يضيع ولن ينتهي،بل مستحيل أن ينتهي.
وأنا هنا أحترم رأيهم لكني أختلف معهم كثيراً في وجهة نظرهم،وأقول من الممكن إن لم ننتبه جيداً ونعمل جاهدين وفقاً لرؤية إصلاحية مدروسة،على الحفاظ على الحمام، وإستقرار الهواية،ثم النهوض بها،حينها سيكون الحمام المصري مُهدد بالضياع والإنتهاء،وإلى حضراتكم أدلة،على وجهة نظري:
١_من المصادر القديمة التي كتبت عن الحمام،ومنها الكتاب المخطوط: تحفة الكرام في ذكر محاسن الحمام،والذي يعود إلى أكثر من ٣٠٠عاماً مضت،نقرأ فيه، عن أنواع من الحمام قد ضاعت وإندثرت،مثل: ملطوس،والأصفر المزعفر، وزنجي بمبة،والحلبي الفندقلي،والحلبي الأبيض.
أين هذه الأنواع أو الألوان ؟
لقد ضاعت.
٢_أيضاً هناك نوعاً من الحمام المصري،هو لا ينتمي للغُزار، ولكنه نوعاً مُهماً وكان موجوداً وأنا شخصياً رأيته في بدايات هوايتي،وهو النوع المُسمى بالحمام الرومي،وهو كبير الحجم ذو برنيطة وقُصة (مثل الدابل كريست)،لقد ضاع هذا النوع الجميل،الذي يندرج تحته عدة ألوان،وقد ورد وصفاً وصوراً لهذا الصنف من الحمام في كثير من المراجع عن الحمام في مصر،وجديراً بالذكر أن الراحل الكريم الدكتور: عاصم،قال أن هذه السلالة هي الأصل الذي تفرعت منه عدة سلالات من الدابل كريست،في دول أوروبا.
٣_المرحوم الدكتور: عاصم، تنبه لإمكانية ضياع الحمام إن لم نعمل جاهدين للحفاظ عليه،وسأنقل لحضراتكم ماكتبه في هذا الشأن،فقد كتب سيادته:
(وأود أن أستغيث بالهواة حتى نفيق وننقذ ما يمكن إنقاذه مما بقى من أنواع الحمام المصري وكفانا ما ضاع وإندثر منها والباقي سيكون حتماً في طريقه إلى الإندثار،هل يستطيع أحد أن يدلني على الحمام البنيدي السادة،أو العبسي المصري، أو الحلبي المصري،أو الأبلج الأحمر،أو المزرزر الإزازي،أو الأبلج البنفسجي أو أو أو إلخ،لقد إندثرت جميعها وإن وجد منها شيء فسيكون مطابقاً للون فقط ولا شيء يتوافر فيها من قيم الجمال والمحاسن).
٤_ أيضاً هناك أثواباً كثيرة في الحمام الصافي أصبحت غير موجودة ونادرة،وعدم وجودها وندرتها يؤثر على جمال الهواية المصرية،التي تتميز بتنوع وكثرة أصنافها وألوانها،حتى لو أحد الهواة قال لي يوجد إمكانية لعودة هذه الأثواب مرة أُخرى، أقول له هذا إحتمال رُبما لو إشتغلنا على هذا المشروع قد ننجح فيه أو لا ننجح، لكن هذا لا يمنع ضياع كثير من الأثواب،أو على الأقل ندرتها،والسبب هو أن الهواية مر عليها وقتاً كانت تسير بعشوائية،وهذا أدى إلى سلبيات كثيرة،يمكن العمل الآن على إصلاحها.
ولكن كيف؟
أكيد بالعمل الجاد وإستخدام الأساليب العلمية،وعن طريق كيان يعمل على إدارة ثروة الحمام المصري،بإحترافية.
لكن هنا يأتي سؤالاً مهماً:
هل الكيان أو المؤسسة هي وحدها التي ستحافظ على الحمام؟
هل هي بمجلس الإدارة فقط التي ستقوم بعمل كل شيء؟
طبعاً الإجابة واضحة وضوح الشمس،فعمل الإدارة هو التخطيط،والمتابعة لما وضعته من تخطيط،وأيضاً عليها وضع آليات تنفيذ الخطط الإصلاحية،وعليها وضع طرق رقابة للهواة التابعين لها لضمان تنفيذ خطط العمل بدقة.
ولكن المؤسسة ستحافظ على الحمام بواسطة الهواة أنفسهم،فهم الذين سيقومون بتنفيذ الخطط الإصلاحية.
إذن هناك عملاً وفعلاً متبادلاً ما بين إدارة الكيان والمؤسسة المسئولة عن الحمام وإدارة هذا الحمام، والهواة التنفيذيين الحقيقيين،لكل خطط الإصلاح.
وهذا ما سنقوم بالحديث عنه تفصيلاً بإذن الله في المقالة القادمة من هذه السلسلة.
فإلى اللقاء مع المقالة الرابعة بإذن الله تعالى.
تحياتي لجميع هواة مصر المحترمين.
أخوكم كرم فريد.
٤_٥_٢٠٢٠.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق