فن تقليب الحمام الغزار _ الجزء الثالث


(فن تقليب الحمام الغزار_الجزء الثالث)
نستكمل معاً هذه السلسلة بداية من الفقرة رقم:
٣_أسس يجب مراعاتها عند تقليب الحمام:
أولاً:يجب أن يتم تقليب الحمام في توفر إضاءة جيدة،ويفضل الضوء الطبيعي(يعني بالنهار )،وفي حالة الضرورة للتقليب مساءاً يجب أن يتوفر إضاءة كافية من نوع الفلوروسنت (نيون) الأبيض، وذلك لظهور الألوان على حقيقتها (لون العيون ولون الريش)، وأيضاً الإضاءة الجيدة والكافية تعطي أبعاداً حقيقية وسليمة لشكل الرأس وعظمة المنقار، وعليك تجربة ذلك عملياً في إضاءة ضعيفة وكرر تقليب نفس الحمامة في إضاءة جيدة وستجد فرقاً.
ثانياً:يجب تقليب الحمامة وهي في إيد الهاوي،ممسك بها بطريقة فنية يعلمها الهواة جيداً، لتتيح للهاوي رؤية كل المقاييس (سنفصل ذلك في مقالات أخرى من هذه السلسلة) ،وجديراً بالذكر أن هناك هواة لهم طريقة في التقليب وهم ممسكين بالحمامة في يدهم تجدهم مميزين ،وأذكر منهم أستاذي الراحل عم إدوار عبده ،وأستاذي القدير ربنا يعطيه الصحة الحاج نجيب زقزوق،وأيضا ً أستاذي الراحل شحتة شبرا، للحمامة في إيديهم شكل مميز. وأعود فأكمل أن الحمامة وهي في يد الهاوي يقوم بملاحظة وتقييم مقاييس الرأس، وعظمة المنقار، ولون العيون، ولون الريش، والعضا السليم إلخ.
وأيضاً لتحديد حالتها الصحية (وسنخصص مقالة لتغطية هذه النقطة بالتفصيل ضمن هذه السلسلة).
ويجب على الهاوي أن يشاهد الحمامة من الجانبين، وذلك بنقلها من يده اليسرى إلى يده اليمنى أو العكس ،لأن من الناحية العلمية أن هناك إختلافاً بين الناحيتين أحياناً يكون ملحوظاً، وأحياناً يكون غير ملحوظاً،وجديراً بالذكر أن من العيوب التي تجعل هناك إختلافاً ملحوظاً بين الناحيتين،وجود إلتواء في عظمة المنقار العلوية،وقد لاحظنا أنه أحياناً تكون الحمامة أجمل من ناحية عن الناحية الأخرى.
ثم بعد ذلك يجب أن تعرض الحمامة للهاوي وهي سايبة أو من خلال قفص عرض (وهذا أصبح متوفراً جداً لدى كثير من الهواة) ،وذلك أيضاً لتحديد بعض الصفات الجمالية والقياسية المكملة للتقييم، لما حدده الهاوي من خلال الإمساك بالحمامة في الإيد، فمثلاً وقفة الحمامة السليمة ومقاييس أرجلها (قصيرة أو متوسطة)، وأيضاً وضع الأجنحة مع الذيل كل هذه وغيرها وفقاً لصفات النوع يتم تحديدها مع وقوف الحمامة في قفص العرض أو سايبة على الأرفف (البرشات) في السلاكة أو حتى في بابها، حسب ظروف الهاوي، مع طبعاً تفضيل أن يتم ذلك بقفص عرض،ويوضع على منضدة يتناسب إرتفاعها مع مستوى نظر الهاوي وهو واقف ممكن أو وهو جالس، هذه النقطة في غاية الأهمية لأن الحمامة في الإيد ممكن تعطي إنطباعاً وتقيماً يختلف بشكل كبير عند مشاهدة الحمامة السايبة أمامك في قفص العرض، أو بمعنى آخر التقييم للحمامة في الإيد يكتمل بمشاهدة الحمامة أمامك معروضة في قفص العرض أو ماشابه، وهذا معمول به فعلاً في التحكيم فأنا لا أخترع بل أرصد حالة وتكتيك موجود بالفعل، وجديراً بالذكر أن أول هاوي يلفت نظري لأهمية مشاهدة الحمامة وهي سايبة أمامك كان الهاوي المحترم صديقي الأستاذ مينا إميل منذ مايقرب من ٢٥عاماً ،أما أول مرة أرى أحد يستخدم قفص عرض لمشاهدة الحمامة سايبة أمامك فهو الهاوي الكبير ربنا يعطيه الصحة الحاج عادل عبد الشافي منذ ما يقرب من٢٠عاماً، وفي هذا المجال أيضاً أذكر أن قال لي الهاوي الكبير الراحل الأستاذ شحتة شبرا، أن أحياناً حمامة جيدة تُظلم عند عرضها بالرغم من أنك لو قمت بتقليبها في إيدك ستعجبك محاسنها لذلك، إختيار حمام العرض يجب أن يتم وفقاً لإختباره أثناء الوقفة في قفص عرض خاص بالهاوي، قبل الإقدام على عرضه بالمعارض، لذلك في أوروبا وحالياً معمول بذلك لدى الأشقاء العرب في الخليج خصوصا،ً يتوفر لدى المربي أقفاص عرض ويدربون الحمام على العرض، وفقاً لتكتيك محدد.
وللموضوع بقية بإذن الله تعالى، فأرجو أن تتابعوني، في الجزء الرابع من هذه السلسلة ،وشكراً لحسن المتابعة إلى اللقاء.
أخوكم كرم فريد.
١٦_٥_٢٠٢٠.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق